للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[دور أم المؤمنين صفية رضي الله عنها]

- ترجمتها وفضلها رضي الله عنها:

هي صفية بنت حُيي بن أخطب بن سعية، من سبط "اللاوِي" ابن نبي الله إسرائيل "يعقوب" بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، ثم من ذرية رسول الله هارون عليه السلام١.

كانت قبل النبي -صلى الله عليه وسلم- عند سلام بن أبي حقيق، ثم خلف عليها كنانة بن أبي حقيق، وكانا من شعراء اليهود، فقتل كنانة يوم خيبر، فسبيت صفية وصارت في سهم دحية الكلبي، فقيل للنبي -صلى الله عليه وسلم- عنها، فاصطفاها لنفسه، ثم لما طهرت تزوجها وجعل عتقها صداقها٢.

كانت -رضي الله عنها- امرأة شريفة عاقلة، ذات حسب ودين، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكرمها ويحنو عليها كلما طالتها غَيْرة نسائه -صلى الله عليه وسلم- حتى إنه هجر زينب -رضي الله عنها- محرم وصفر ولم يأتها؛ لأنها نالت منها بكلمة٣، كما كان يساندها في الرد على أزواجه إذا عايرنها لكونها من غير العرب٤.

وكانت ذا حلم ووقار، ومن الشواهد على ذلك عتقها الجارية التي افترت عليها لدى عمر أنها تحب السبت وتصل اليهود، ولما عرفت أن الشيطان أوحى للجارية بذلك عفت عنها وأعتقتها٥.

تُوفيت -رضي الله عنها- سنة "٣٦هـ"٦.


١ انظر ترجمتها في سير أعلام النبلاء "٢/ ٢٢"، الإصابة "٤/ ٣٣٧، ٣٣٨"، أسد الغابة "٥/ ٤٩٠".
٢ صحيح البخاري "٣/ ٣٥٩" كتاب النكاح، باب من جعل عتق الأمة صداقها، حديث رقم "٥٠٨٦".
٣ لما برك بصفية أم المؤمنين الجمل، وهن مع النبي في الحج، طلب من زينب أن تفقر "تعير" صفية جملًا، فقالت: "أنا أفقر يهوديتك! " فغضب النبي ... الحديث أخرجه أحمد بن حنبل في المسند "٦/ ٣٣٧، ٣٣٨".
٤ سنن الترمذي "٥/ ٧٠٨" كتاب المناقب "٣٨٩٨"، وقال: حسن صحيح غريب.
٥ الاستيعاب "٤/ ٣٣٧".
٦ سير أعلام النبلاء "٢/ ٤٢".

<<  <   >  >>