للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل:

"وجازم الفعل نوعان: جازم فعل١ واحد، وهو" أحرف "أربعة":

أحدها: "لا الطلبية، نهيًا كانت، نحو: {لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ} [لقمان: ١٣] أو دعاء نحو: {لا تُؤَاخِذْنَا} [البقرة: ٢٨٦] أو التماسًا، نحو: لا تفعل. فالنهي عن الأعلى، والدعاء من الأدنى، والالتماس من المساوي.

"وجزمها فعلي المتكلم"٢، المبدوء بالهمزة والمبدوء بالنون، حال كونهما "مبنيين للفاعل، نادر، كقوله وهو النابغة الذبياني: [من البسيط]

٨٣٨-

لا أعرفن ربربا حورا مدامعها ... مردفات على أعقاب أكوار

فـ"لا" ناهية، و"أعرف" مجزوم بها ومؤكد بالنون الخفيفة، مسند إلى ضمير المتكلم. وهذا النوع مما أقيم فيها المسبب مقام السبب أي: لا يكن٣ ربرب فأعرفه، والربرب: براءين مهملتين وباءين موحدتين: القطيع من البقر الوحشية، والحور، بضم الحاء المهملة، جمع حوراء، من الحور، بفتحتين: وهو شدة بياض العين في شدة سوادها.

ومدامعها مرفوع بحوراء، وأراد بها العيون لأنها مواضع الدمع في إطلاق الحال


١ في "ط": "لفعل".
٢ في "ب": "التكلم".
٨٣٨- البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص٧٥-٧٦، وهو ملفق من بيتين هما:
لا أعرفن ربربًا حورًا مدامعها ... كأن أبكارها نعاج دوار
خلف العضاريط لا يوقين فاحشة ... مردفات على أعقاب أكوار
وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٥٢، والكتاب ٣/ ٥١١، والمقاصد النحوية ٤/ ٤٤١، وتاج العروس ١١/ ٣٣٥، "دور"، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤/ ١٩٨، وجواهر الأدب ص٢٥١، ومغني اللبيب ١/ ٢٤٦، وشرح ابن الناظم ص٤٩٣، وشرح الأشموني ٣/ ٥٧٣.
٣ في "ب": "يكون".

<<  <  ج: ص:  >  >>