للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"فصل":

"والمستثنى بـ"حاشا" عند سيبويه مجرور١ لا غير" بالبناء على الضم مع لا، وفي المغني أن ذلك لحن، وأن صوابه: ليس غير, واختار ابن مالك عدم التفرقة، ونقله عن العرب، وأنشد عليه: [من الطويل]

٤٣٠-

............................ ... ............... لا غير...............

"وسمع غيره" أي: غير سيبويه "النصب" رواه الأخفش وغيره٢ "كقوله: اللهم اغفر لي ولمن يسمع حاشا الشيطان وأبا الأصبغ٣" بنصب "الشيطان"، و"أبا الأصبغ" بفتح الهمزة وإهمال الصاد وإعجام الغين وليس بمنظوم كما قد يتوهم، فإن قلت: المغفرة أمر حسن لا يتنزه أحد عنه فلم استثنى "حاشا"؟ قلت: تنبيها على أن الشيطان لشدة حساسته وإفراطه في قبح الحال وسوء الصنيع تنزه المفغرة عنه، ويعظم شأنها أن تتعلق به. وجعل "أبا الأصبغ" قرينا للشيطان تنبيها على التحاقه به في خساسة القدر وقبح الفعل مبالغة في الذم، قاله الدماميني، وقد ثبت النصب بنقل أبي زيد والفراء، والأخفش، والشيباني وابن خروف، وأجازه الجرمي والمازني والمبرد والزجاج والناظم٤ حيث قال:

٣٣١-

وكخلا حاشا............ ... ..................................


١ الكتاب ٢/ ٣٤٩.
٤٣٠- تمام البيت:
"جوابا به تنجو اعتمد فوربنا ... لعن عمل اسلفت لا غير تسأل"
وهو بلا نسبة في الدرر ١/ ٤٥٠، وشرح الأشموني ٢/ ٣٢١، وشرح التسهيل ٣/ ٢٠٩، وهمع الهوامع ١/ ٢١٠.
٢ انظر شرح التسهيل ٢/ ٣٠٦, ٣٠٧، وشرح المفصل ٢/ ٨٥، وفيهما أن المازني وأبا عمرو الشيباني روياه بالنصب.
٣ أوضح المسالك ٢/ ٢٩٣، وشرح ابن عقيل ١/ ٦٢١، وشرح ابن الناظم ص٢٢٦.
٤ انظر آراءهم في شرح المرادي ٢/ ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>