للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب في شواذ الهمز]

وذلك في كلامهم على ضربين، وكلاهما غير مقيس.

أحدهما أن تقر الهمزة الواجبة تغييرها، فلا تغيرها١.

والآخر أن ترتجل همزا لا أصل له، ولا قياس يعضده.

الأول من هذين ما حكاه عنهم أبو زيد وأبو الحسن من قولهم: غفر الله له خطائئه. وحكى أبو زيد وغيره: دريئة٢ ودرائئ. وروينا عن قطرب: لفيئة٣ ولفائئ. وأنشدوا:

فإنك لا تدري متى الموت جائئٌ ... إليك ولا ما يحدث الله في غد٤

وفيما جاء من هذه الأحرف دليل على صحة ما يقوله النحويون دون الخليل: من أن هذه٥ الكلم٦ غير مقلوبة وأنه قد كانت التقت فيها٧ الهمزتان، على ما ذهبوا إليه، لا ما رآه هو.

ومن شاذ الهمز عندنا قراءة الكسائي "أئمة" بالتحقيق فيهما. فالهمزتان لا تلتقيان٨ في كلمة واحدة إلا أن تكونا٩ عينين، نحو سئال وسئار وجئار١٠ فأما التقاؤهما على التحقيق من كلمتين فضعيف عندنا، وليس لحنا. وذلك نحو قرأ أبوك، و {السُّفَهَاءُ أَلا} ١١ و {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ} ١٢، و {أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ} ١٣ فهذا١٤ كله جائز عندنا على ضعفه، لكن التقاؤهما في كلمة واحدة غير عينيين لحن، إلا ما شذ مما حكيناه من خطائئ وبابه. وقد تقدم. وأنشدني بعض من ينتمي إلى الفصاحة شعرا لنفسه مهموزا يقول فيه: أشاؤهما


١ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "يغيرها".
٢ هي الحلقة التي يتعلم الرامي الطعن والرمي عليها.
٣ هي القطعة من اللحم.
٤ انظر ص٨ من الجزء الثاني.
٥ سقط في د، هـ، ز.
٦ سقط في ط.
٧ في ز: "فيهما" وفي ط: "فيه".
٨ في ز: "يلتقيان".
٩ في ز: "يكونا".
١٠ كذا في ز، وفي ط: "خأار" أي خئار، وسقط هذا في ش.
١١ آية ١٢ سورة البقرة.
١٢ آية ٦٥ سورة الحج.
١٣ آية ٣١ سورة البقرة، وفي ش، ز: "ائتوني" في مكان "انبئوني" وهو غير التلاوة وما أثبت في ط.
١٤ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "وهذا".

<<  <  ج: ص:  >  >>