للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب في الحوار]

...

باب في ١ الجوار:

وذلك في كلامهم على ضربين: أحدهما تجاور الألفاظ والآخر تجاور الأحوال.

فأما تجاور الألفاظ فعلى ضربين: أحدهما في المتصل، والآخر في المنفصل.

فأما المتصل فمنه مجاورة العين للام بحملها٢ على٣ حكمها. وذلك قولهم في صوم صيم ألا تراه٤ قال: إنهم شبهوا باب صوم بباب عصى فقلبه بعضهم. ومثله قولهم في جوع: جيع؛ قال٥:

بادرت طبختها لرهط جيع

وأنشدوا:

لولا الإله ما سكنا خضما ... ولا ظللنا بالمشاء قيما٦

وعليه ما أنشده محمد بن حبيب من قوله٧:

بريذينة بل البراذين ثفرها ... وقد شربت من آخر الصيف أيلا

أجاوز فيه أن يكون أراد: جمع لبن آئل أي خاثر، من قولهم: آل اللبن يئول٨ إذا٩ خثر، فقلبت العين حملا على قلب اللام١٠ كما تقدم.

ومن الجوار في المتصل قول جرير١١:

لحب لمؤقدان إلي مؤسى

وقد ذكرنا أنه تصور الضمة -لمجاورتها الواو- أنها١٢ كأنها فيها، فهمزها كما تهمز في أدؤرٍ١٣ والنؤور١٤، ونحو ذلك.


١ سقط هذا الحرف في د، هـ، ز.
٢ كذا في ش، وفي ط: "فحكمها" وفي د، هـ، ز "حكمها".
١٣ في ط: "وعلى".
٤ أي سيبويه، وانظر الكتاب ٢/ ٣٧٠.
٥ أي الحادرة، وصدره:
ومعرض تغلي المراجل تحته
والمعرض في اللحم الذي لم يبلغ نضجه، والرواية، "طبخته" أي المعرض، وهو من قصيدة مفضلية.
٦ خضم: موضع في بلاد تميم، والمشاء، تناسل المال وكثرته، ويروى: "بالمشائي" وهو جمع المشئاة، وهو المكتل أي ما يعمل من الخوص ونحوه، يخرج به تراب البئر.
٧ أي النابغة الجعدي، والبيت من كلمة له في هجاء ليلى الأخيلية، ويريذينه تصغير برذونة والبراذ بن الخبل ما كان من غير نتاج العراب، والثفر: الفرج، يشبهها ببرذونة نزا عليها البراذين، وكانت مغتلمة، فإن شرب الإبل يهيج الشهوة ويزيد الغلمة، وانظر اللسان "أول" والخزانة ٣/ ٣١.
٨ سقط في ش.
٩ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "أي".
١٠ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "العين".
١١ انظر ص١٥١ من هذا الجزء.
١٢ سقط في د، هـ، ز، وثبت في ش، ط.
١٣ جمع دار.
١٤ هو دخان الشحم يعالج به الوشم حتى يخضر، وتسميه العامة النيلج، كما في المصباح.

<<  <  ج: ص:  >  >>