للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب في غلبة الفروع على الأصول]

...

باب من غلبة الفروع على الأصول:

هذا فصل من فصول العربية طريف١؛ تجده في معاني العرب، كما تجده في معاني الإعراب ٢. ولا تكاد تجد شيئًا من ذلك إلا والغرض فيه المبالغة.

فمما جاء فيه ذلك للعرب قول ذي الرمة:

ورمل كأوراك العذارى قطعته ... إذا ألبسته المظلمات الحنادس٣

أفلا ترى ذا الرمة كيف جعل الأصل فرعًا والفرع أصلًا. وذلك أن العادة والعرف في نحو هذا أن تشبه أعجاز النساء بكثبان الأنقاء ألا ترى إلى قوله:

ليلى قضيب تحته كثيب ... وفي القلاد رَشَأٌ ربيب٤


١ كذا في ب وفي ش، ج: "ظريف" وسقط هذا اللفظ في أ.
٢ يريد ما يرجع إلى الإعراب في الكلام، ويجعل ذلك مقابلا لمعاني العرب التي تعالجها وأغراضها من الكلام. وسيعرض لهذا في قوله: "وهذا المعنى عينه قد استعمله النحويون".
٣ "ألبسته": غطته. والحنادس جمع حندس "الحندس: اشتداد الظلمة، وقد ذهب بها مذهب الوصف" وانظر الديوان ٣١٨، والبيت من قصيدته التي مطعلها.
ألم تسأل اليوم الطلول الدوارس ... بحزوى وهل تدري القفار البسابس
وانظر أيضًا كامل المبرد ص٢ ج٧.
٤ القلاد واحدها قلادة. والرشأ: الظبي إذا تحرك وقوي ومشى مع أمه. والبيت في اللسان في "قلد".

<<  <  ج: ص:  >  >>