للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب في ملاطفة الصنعة]

وذلك أن ترى العرب قد غيرت شيئًا من كلامها من صورة، إلى صورة, فيجب حينئذ أن تتأتى لذلك وتلاطفه, لا أن تخبطه وتتعسفه. وذلك كقولنا في قولهم في تكسير جَرْو ودَلْوِ: أَجرٍ وأَدلٍ , إن أصله أجرُوٌ وأدلُوٌ, فقلبوا الواو ياء. وهو -لعمري- كذلك، إلا أنه يجب عليك أن تلاين الصنعة ولا تعازّها, فتقول: إنهم أبدلوا١ من ضمة العين كسرة, فصار تقديره: أجرِوٌ وأدلِوٌ. فلمَّا انكسر ما قبل الواو -وهي لام- قلبت ياء فصارت أجرِيٌ وأدْلِيٌ, وإنما وجب أن يرتب٢ هذا العمل هذا الترتيب من قبل أنك لما كرهت الواو هنا لما تتعرض٣ له من الكسرة والياء في أدْلُوَ وأدلُوِيّ لو سميت٤ رجلًا بأدلُو, ثم أضفت إليه, فلمَّا ثقل ذلك بدءوا بتغيير الحركة الضعيفة تغييرًا عَبْطا وارتجالًا. فلمَّا صارت كسرة تطرقوا بذلك إلى قلب٥ الواو ياء تطرقًا صناعيًّا. ولو بدأت فقلبت الواو ياء بغير آلة القلب٦ من الكسرة٧ قبلها لكنت قد استكرهت الحرف٨ على نفسه تهالكًا وتعجرفًا، لا رفقًا وتلطفًا٩. ولما فعلت ذلك في الضمة كان أسهل منه في "الواو و"١٠ الحرف؛ لأن ابتذالك الضعيف أقرب مأخذًا من إنحائك على القوي. " فاعرف ذلك"١١ "أصلًا في هذا الباب"١٢.


١ كذا في د، هـ، ز، ط. وفي ش: "لما أبدلوا".
٢ كذا في ش، ط. وفي ز: "ترتب".
٣ كذا في ش، ط: وفي د، هـ، ز: "يتعرض".
٤ شرط هذا لأنه جمع فلا ينسب إليه على لفظه إلا إذا كان علمًا، وإلا نسب إلى مفرده.
٥ في ط: "أن قلبوا".
٦ كذا في ش، ط. وفي د، هـ، ز: "تقلب".
٧ كذا في ش. وفي ز، ط: "الكسر".
٨ كذا في ش، ط. وفي د، هـ، ز: "بالحرف".
٩ كذا في ش، ط. وفي د، هـ، ز: "ملاطفًا".
١٠ زيادة في ط.
١١ كذا في ش. ط. وفي د، هـ، ز: "فاعرفه".
١٢ سقط ما بين القوسين في ط.

<<  <  ج: ص:  >  >>