للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب في غلبة الزائد للأصلي]

أما إذا كان الزائد ذا معنى فلا نظر في استبقائه وحذف الأصلي لمكانه, نحو قولهم: هذا قاضٍ ومعطٍ, ألا تراك حذفت الياء التي هي لام للتنوين؛ إذ كان ذا معنى أعني الصرف. ومثل١ ذلك قوله:

لاثٌ به الأشاء والعبريّ٢

حذفت عين فاعل وأقررت ألفه؛ إذ كانت دليلًا على اسم الفاعل. ومثله قوله ٣:

شاك السلاح بطل مجرب

وهذا أحد ما يقوي قول أبي الحسن في أن المحذوف من باب مقول ومبيع إنما هو العين؛ من حيث كانت الواو دليلًا على اسم المفعول. وقال ابن الأعرابي في قوله ٤:

في بئر لا حور سرى وما شعر

أراد: حوور أي: في بئر "لا حوور"٥ لا رجوع. قال: فأسكنت الواو الأولى، وحذفت لسكونها وسكون الثانية بعدها. وكذلك حذفت لام الفعل لياءي الإضافة


١ كذا في ش، ط. وفي د، هـ، ز: "مثال".
٢ "به" كذا في ش، ط. وفي و، هـ، ز: "بها" وانظر ص١٣١ من هذا الجزء.
٣ أي: مرحب اليهودي في غزوة خيبر وقبله:
قد علمت خيبر أني مرحب
وانظر السيرة على هامش الروض ٢/ ٢٢٨.
٤ أي: العجاج. والشطر من أرجوزة طويلة يمدح بها عمر بن عبيد الله بن معمر, وكان أوقع بجيش للخوارج يقوده أبو فديك الحروري. ويذكر في هذا الشطر أن هذا الحروري سرى في بئر غير حؤرر -والحؤرر: الرجوع- أي: سرى في أمر لا يرجع عليه عليه بخير. وانظر الخزانة ٢/ ٩٥.
٥ سقط ما بين القوسين في ز، ط. وثبت في ش.

<<  <  ج: ص:  >  >>