للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أفعال المقاربة]

سميت أفعال المقاربة، وإن كان منها ما ليس للمقاربة تغليبا.

وهي ثلاثة أقسام:

قسم لرجاء الفعل وهي "عسى وحرى واخلولق" فهذه الثلاثة للإعلام بالمقاربة على سبيل الرجاء.

وقسم لمقاربة الفعل وهو "كاد وكرب وأوشك".

وقسم للشروع فيه وهو "أنشأ وطفق وأخذ وجعل وعلق".

وهذه الأفعال من باب "كان" لأنها ترفع الاسم وتنصب الخبر، إلا أن خبرها لا يكون في الغالب إلا فعلا مضارعا.

وقد أشار إلى ذلك بقوله: ككان كاد وعسى.

يعني أنهما مثل "كان" في رفع الاسم ونصب الخبر.

ثم قال:

................. لكن ندر ... غير مضارع لهذين خبر

فأشار إلى الفرق بينهما وبين "كان".

ومن وروده غير مضارع قوله:

...................................... ... لا تكثرن إني عيسيت صائما١


١ قال العيني: قائله رؤبة بن العجاج، وقال أبو حيان: هذا البيت مجهول لم ينسبه الشراح إلى أحد.
وصدره: "أكثرت" في العذل ملحا دائما من الرجز المسدس.
الشرح: "أكثرت" من الإكثار, "العذل" الملامة, "ملحا" اسم فاعل، من ألح يلح أي أكثر إلحاحا.
الإعراب: "أكثرت" فعل وفاعل, "في العذل" جار ومجرور متعلق بالفعل, "ملحا" حال من الفاعل, "دائما" صفة للحال, "لا تكثرن" لا ناهية والفعل المضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة في محل جزم, "إني" حرف توكيد ونصب والياء اسمها, "عسيت" فعل ماض ناقص وتاء المتكلم اسمه, "صائما" خبره والجملة في محل رفع خبر إن.
الشاهد: في "عسيت صائما" حيث أجرى عسى مجرى كان فرفع الاسم ونصب الخبر وجاء بخبرها اسما مفردا، والأصل أن يكون خبرها فعلا مضارعا.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن الناظم ص٦٢، وابن عقيل ١/ ١٨٥، والأصطهناوي، والأشموني ١/ ١٢٨، وابن يعيش في شرح المفصل ٧/ ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>