للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥- القضاء:

وكان القضاء في أكثر أحوال دولة المسلمين وأطوارها قضاء شريفًا نزيهًا، يحكم فيه القضاء بالحق والعدل، عملًا بما جاء في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم بالقياس على ما جاء فيهما.

وقد كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما لما ولاه قضاء البصرة كتابًا حدد له فيه معالم القضاء الإسلامي؛ إذ جاء فيه١:

"أما بعد، فإن القضاء فريضة محكمة، وسنة متبعة، فافهم إذا أُدلي إليك، فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له. آس٢ الناس في مجلسك وفي وجهك وقضائك، حتى لا يطمع شريف في حيفك٣، ولا ييأس ضعيف من عدلك.


١ نقلًا عن الرواية التي ذكرها ابن قيم الجوزية في كتابه "إعلام الموقعين" وشرحه انظر الجزء الأول صفحة ٨٥ وما بعدها.
٢ آس: أي: سوِّ.
٣ في حيفك: أي: في جورك منحازًا له.

<<  <   >  >>