للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[عناصر في تعريف الجماعة]

ومن هذه النصوص اللغوية وأمثالها نلاحظ أن الجماعة تتكون من جملة عناصر، وهي:

١- الضم والتقريب بين أناس من هنا وهناك، أي: من جهات شتى.

٢- وفيها معنى العظمة والكثرة.

٣- وأن الاجتماع وعدم التفرق يهدف إلى عدم الضلال والضياع.

٤- وللجماعة الكثيرة هذه هدف وغرض واحد تلتقي عليه، فهي تسير على منهج واحد لتصل إلى غرضها وغايتها.

ولعل هذه الصفات والأمور كلها لا يخرج عنها هذا المفهوم العام, والمعنى الذي يريده العلماء من هذا المصطلح "أهل السنة والجماعة".

الأمر بلزوم الجماعة:

وقد أمر الله تعالى في كتابه الكريم بالجماعة والائتلاف, ونهى عن الفرقة والاختلاف, فقال:

{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: ١٠٣] .

{وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} [آل عمران: ١٠٥] ... إلخ.

وتواردت أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في الأمر بملازمة الجماعة والتحذير من مفارقتها, كقوله -صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهلية" ١.

وعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة؛ فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد" ٢.

وعن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الجماعة رحمة، والفرقة عذاب" ٣ ... إلخ.


١ رواه مسلم في الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين ... برقم "١٨٤٨": ٣/ ١٤٧٦.
٢ أخرجه الترمذي في الفتن، باب في لزوم الجماعة: ٦/ ١٨٥، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وقد روي من غير وجه، وصححه الحاكم: ١/ ١١٤، وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة": ١/ ١٢، وابن بطة: ١/ ٢٨٥.
٣ أخرجه الإمام أحمد: ٤/ ٢٧٨، وابن أبي عاصم: ١/ ٤٥، وابن بطة في "الإبانة الكبرى": ١/ ٢٨٧، قال الهيثمي في "المجمع" ٨/ ١٨٢: "رواه عبد الله بن أحمد والبزار والطبراني، ورجاله ثقات", وذكره الألباني في "الصحيحة": ٢/ ٢٧٦. وانظر في الأمر بلزوم الجماعة والتمسك بالسنة: "الإبانة الكبرى": ١/ ٢٧٠ وما بعدها، و"السنة" لابن أبي عاصم: ١/ ٣٩ وما بعدها، "شرح أصول الاعتقاد": ١/ ٩٦-١١٣، "مجمع الزوائد": ٥/ ٢١٦-٢٢٥.

<<  <   >  >>