للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[سورة طه]

أقول: روينا عن ابن عباس وجابر بن زيد في ترتيب النزول: أن طه نزلت بعد سورة مريم، بعد ذكر سورة أصحاب الكهف، وذلك وحده كافٍ في مناسبة الوضع، مع التآخي بالافتتاح١ بالحروف المقطعة.

وظهر لي وجه آخر؛ وهو: أنه لما ذكر في سورة مريم قصص عدة من الأنبياء؛ وهم: زكريا، ويحيى، وعيسى، الثلاثة مبسوطة وإبراهيم، وهي بين البسط والإيجاز، وموسى، وهي موجزة بجملة٢ أشار إلى بقية النبيين في الآية الأخيرة إجمالًا٣.

وذكر في هذه السورة شرح قصة موسى التي أجملها هناك، فاستوعبها غاية الاستيعاب، وبسطها أبلغ بسط٤، ثم أشار إلى تفصيل قصة آدم، الذي وقع [في مريم] ٥ مجرد اسمه هناك٦، ثم أورد في سورة الأنبياء بقية قصص من لم يذكر في مريم؛ كنوح ولوط، وداود، وسليمان، وأيوب، وذي الكفل، وذي النون، وأشير إلى قصة من ذكرت قصته


١ كلمة: "بالافتتاح" ليست في "ظ".
٢ وردت قصة موسى في ثلاث آيات قصار من مريم "٥١، ٥٢، ٥٣".
٣ وذلك في قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا} "مريم: ٥٨" الآية.
٤ وذلك في قوله: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} إلى {ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا} "٩-٩٧".
٥ ما بين المعقوفين إضافة من "ظ".
٦ وقع مجرد ذكر اسم آدم في مريم قوله: {مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ} "مريم: ٥٨"، وذكرت قصته مفصلة في طه من قوله: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ} إلى {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} "١١٦-١٢٣".

<<  <   >  >>