للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[سورة القتال]

[أقول:] ٣ لا يخفى وجه ارتباط أولها بقوله في آخر الأحقاف: {فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ} "الأحقاف: ٣٥"، واتصاله وتلاحمه وبحيث إنه لو أسقطت البسملة منه لكان متصلًا اتصالًا واحدًا لا تنافر فيه كالآية الواحدة، آخذًا بعضه بعنق بعض٤.


١ ما بين المعقوفين إضافة من "ظ".
٤ أول القتال: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} "محمد: ١"، وسورة القتال مع هذا متممة لموضوع سورة الأحقاف قبلها؛ فالأحقاف فيها الحديث عن إعراض الكافرين في مختلف العصور، وفيها دعوتهم إلى الإيمان بالتي هي أحسن، وقد استنفذت السورة وسائل الإقناع العقلي، وأثبتت عتو أهل الكفر وجحودهم، فكانت سورة القتال بما فيها من جهاد وقواعد الحرب وتشريعاته متفقة تمامًا مع نسخ وسائل الدعوة السلمية بآية السيف.

<<  <   >  >>