للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[سورة الممتحنة والصف]

...

سورة الممتحنة:

أقول: لما كانت سورة الحشر في المعاهَدين من أهل الكتاب عقبت بهذه؛ لاشتمالها على ذكر المعاهَدين من المشركين؛ لأنها نزلت في صلح الحديبية١.

ولما ذكر في الحشر موالاة المؤمنين بعضهم بعضًا ثم موالاة الذين [نافقوا الكفار] ٢ من أهل الكتاب، افتتح هذه السورة بنهي المؤمنين عن اتخاذ الكفار أولياء؛ لئلا يشابهوا المنافقين في ذلك، وكرر ذلك وبسطه إلى أن ختم به، فكانت في غاية الاتصال؛ ولذلك فصل بها بين الحشر والصف، مع تآخيهما في الافتتاح بـ {سَبَّحَ} ٣.

سورة الصف:

أقول: في سورة الممتحنة ذكر الجهاد في سبيل الله، وبسطه في هذه السورة أبلغ بسط٤.


١ نزلت في حاطب بن أبي بلتعة؛ لما أخبر المشركين بعزم النبي -صلى الله عليه وسلم- على فتح مكة بعد أن نقض المشركون صلح الحديبية. البخاري في التفسير "٦/ ١٨٥، ١٨٦"، والترمذي في التفسير "٩/ ١٩٨-٢٠٢" بتحفة الأحوذي، ومسند الإمام أحمد "١/ ٧٩، ٨٠".
٢ ما بين المعقوفين إضافة من "ظ".
٣ نظم الدرر "٧/ ٥٤٧".
٤ نظم الدرر "٧/ ٥٧٠".

<<  <   >  >>