للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[عمر]

هو عمر بن الخطاب بن نفيل العدوي القرشي، كان له شرفف السفارة في قريش، واحترف التجارة ومارسها طوال حياته قبل أن يتولى خلافة المسلمين، ويتفرغ لمصالحهم.

أسلم في السنة السادسة من البعثة، والمسلمون -إذ ذاك- بضعة وثلاثون أو بضعة وأربعون، يستخفون بإسلامهم لقلتهم واضطهاد قريش لهم، ويجتمعون في دار الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي؛ فكان إسلام عمر كسبا كبيرا لهم، ودعما لدعوة الحق، وإعزازا لدين الله، فقد عرف عمر بقوة الشكيمة، وشدة البأس، وعزة الجانب والشجاعة في الحق.

وذكر أهل السير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين: عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام".

فاستجاب الله دعاءه وأسلم عمر، وقال فيما قاله لرسول الله: علام نخفي ديننا ونحن على الحق وهم على الباطل، والذي بعثك بالحق لا يبقى مجلس جلست فيه بالكفر إلا جلست فيه بالإيمان؛ فخرج إلى الكعبة على رأس صف من المسلمين، وخرج حمزة على رأس صف آخر، ففي ذلك في عضد قريش، وأصابها الغم والكآبة، ولهذا سمى الفاروق؛ لأنه اظهر الإسلام وفرق بين الحق والباطل.

قال عبد الله بن مسعود: كان إسلام عمر فتحا، وكانت هجرته نصرا، وكانت إمارته رحمة، ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي في البيت حتى أسلم عمر؛ فلما أسلم قاتلهم حتى تركونا، فصلينا، فما زال يناضل عن المسلمين، وينافح عن رسول الله حتى أذن لهم بالهجرة، فهاجروا مستخفين، إلا عمر، فإنه لشدة بأسه على قريش هاجر على ملأ منهم.

وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال: "ما علمت أن أحدا من المهاجرين

<<  <   >  >>