للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أو لنحو قوله:

ظللنا عند باب أبي نعيم ... بيوم مثل سالفة الذباب١

٢- ما يحصل لها من الأنس بإخراجها مما لم تألفه، إلى ما هي به آلف، فإذا كنت أنت وصاحب لك يسعى في أمر على شاطئ نهر وأردت أن تقرر له أنه لا يحصل من سعيه على فائدة، فأدخلت يدك في الماء ثم قلت له: انظر، هل حصل في كفي شيء من الماء، فكذلك أنت في أمرك, كان لذلك تأثير في النفس وتمكين للمعنى في القلب يزيد على القول المرسل إرسالا.

٣- ما يحصل لها بالانتقال مما تعلمه إلى ما هي به، فإنك ترى الفرق بينها وبين أن تقول: الدنيا لا تدوم، ثم تسكت، وبين أن تذكر عقب ذلك قوله عليه السلام: "من في الدنيا ضيف، وما في يده عارية، والضيف مرتحل، والعارية مؤداة" , أو تنشد قول لبيد:

وما المال والأهلون إلا وديعة ... ولا بد يوما أن ترد الودائع


١ السالفة صفحة العنق، وأراد هنا العنق كله.

<<  <   >  >>