للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"أنهم يقيمونها لعشرين يوما من رجب". ولا يناقض هذا ما قدمناه؛ لأن افتتاح السوق وانفضاضها لم يكن بساعة محتمة لا تقدم عنها ولا تؤخر، بل إن من العرب من لا يكون حضر ما قبلها فيأتيها من أول رجب١, ومنهم من يكون في حباشة أو غيرها فيوافيها متأخرا. وتبقى البيوع قائمة حتى ينتهي أصحابها منها.

وليست صحار من الأسواق العامة ولا من المواسم مثل عكاظ حتى يحرصوا عليها ذلك الحرص، وإنما هي سوق تجارية محضة لما حولها ولمن يقصدها، على أنها كثيرا ما يأتيها التاجر البعيد.

وقيام هذه السوق في رجب يغني قاصدها عن الحماية, فيقدمها الناس غالبا بلا خفارة ولا حذر إلا من المحلين "لأن رجبا شهر حرام, فهي من هذه الجهة تمتاز من الأسواق التي تقوم في غير الشهر الحرام مثل سوق المشقر وغيرها.

يعشر الناس في هذه السوق الجلندى بن المستكبر٢، وذكر الأزرقي أن بيعهم فيها بإلقاء الحجارة على ما تقدم في فصل البيوع, كما هو الأمر في سوق دومة الجندل.


١ نص صاحب المحبر "ص٢٦٥" على أن زمنها في الليالي الخمس من أول رجب.
٢ المحبر ص٢٦٥.

<<  <   >  >>