للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"هي إحدى جنان الأرض عند كافة الناس"١, فقد حيرت بحسنها وكثرة أشجارها ومياهها ومروجها وأنهارها وطيب أوديتها غيره, فدهش أول ما رآها وملكه الإعجاب٢. "قال أحمد بن موسى وهو من الشعراء المتأخرين حين رفع إلى صنعاء, وصار إلى نقيل السود "على مقربة منها":

إذا طلعنا "نقيل السود" لاح لنا ... من أفق صنعاء مصطاف ومرتبع

يا حبذا أنت يا صنعاء من بلد ... وحبذا وادياك الظهر والضلع"٣.

بقيت صنعاء٤ دار سلطنة وإمارة حتى يومنا هذا. وقد كان بها مقر ملوك اليمن قديما, وفيها قصر غمدان وهو بناء شاهق على تل عظيم اتخذه أقيال اليمن, وليس في اليمن جميعه بناء أرفع منه.


١ الإكليل ٨/ ١٢.
٢ ومن الطريف أن يذكر ياقوت أيضا أن صنعاء اسم لقرية على باب دمشق دون المزة مقابل مسجد خاتون، خربت وهي اليوم مزرعة وبساتين. وفي هذا دلالة على أن العرب مولعون بذكر ديارهم وأوطانهم أينما حلوا، هم على الوفاء لعهدها تحت كل سماء، وإطلاقهم صنعاء على هذه القرية الخربة لعهد ياقوت، كإطلاقهم في بلاد الأندلس وجناتها أسماء حمص ودمشق ...
٣ تاج العروس.
٤ نعتها الهمداني في كتابه "صفة جزيرة العرب" نعتا جليلا حوى معارف قيمة جدا عن هذه البلدة العظيمة، وانظر على سبيل المثال ما ذكره عن ضروب =

<<  <   >  >>