للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الديار فوائد جلّى لما بدأت الفتوحات بعد الإسلام. وفيما يذكر رواة الأخبار دليل على احتفال العرب ببصرى وسوقها؛ فيروي الحافظ ابن عساكر مثلا عن الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله أحد العشرة أنه قال: "كنت في سوق بصرى، فإذا راهب في صومعته يقول: "سلوا أهل هذا الموسم: أفيهم أحد من أهل الحرم؟ " فقال طلحة: "نعم أنا" فقال: "هل ظهر أحمد بعد؟ " ... إلخ"١ فالموسم جامع للناس من أقطار شتى وأهل الحرم ممن يرد.

وكتب السيرة تذكر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سافر إليها مرتين: مرة طفلا ومرة تاجرا ابن خمس وعشرين سنة٢, وتزعم اجتماعه بأحد الرهبان في دير٣ هناك، وأن الراهب دعا إلى وليمته جميع من في العير ... مما يدل على


١ تهذيب تاريخ ابن عساكر ٧/ ٧٣.
٢ انظر ص١١٣ من هذا الكتاب.
٣ جاء في مسالك الأبصار ١/ ٣٤٧ ما يأتي:
دير بصرى هو بالشام، وقيل: هو الذي كان فيه بحيرى الراهب. حكى المازني قال: نزلت بدير بصرى فرأيت في رهبانه فصاحة، وهم عرب متنصرة من طيئ من بني الصادر، أفصح من رأيت. فقلت لهم: ما لي لا أرى فيكم شاعرا مع فصاحتكم؟! فقالوا: والله ما فينا رجل ينطق بالشعر، إلا أمة لنا كبيرة =

<<  <   >  >>