تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت قولهم ان الله سبحانه حقيقة كل موجود من جسم وعرض ومخيل وموهم تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ولهذا فرعوا على هذه المقالة الملعونة فروعا كفرية منها تصويب عبدة الأوثان ومنها تخطئة الانبياء في الانكار عليهم ومنها عدم صحة الا إله الا الله كما صرح بذلك ابن عربي قال لان الاستثناء يستلزم التعدد ولا تعدد. الصوارم الحداد ص 38.

وذكر الامام ابن تيمية عن ابن التلمساني انه قال وقد قرئ عليه الفصوص وقيل له هذا كله مخالف للقرآن فقال: (القرآن كله شرك وانما التوحيد قولنا) وقيل له ما الفرق بين اختى وزوجتي قال: (لا فرق عندنا قالوا حرام فقلنا حرام عليكم).

وقال ابن تيمية في كتابه منهاج السنة: (ان ابن سبعين جاء من المغرب الى مكة وكان يطلب ان يصير نبيا وكان يقول لقد زرت ابن آمنة الذي يقول لا نبي بعدي وكان بارعا في الفلسفة وفي تصوف الفلسفة، فان قلت ما هذه الوحدة التي جعلتها من اعظم خصال الكفر قلت قولهم ان الله سبحانه حقيقة كل موجود من جسم، وعرض، ومخيل، وموهوم، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، ولهذا فرعوا على هذه المقالة الملعونة فروعا كفرية منها تصويب عبدة الاوثان ومنها تخطئة الانبياء في الانكار عليهم ومنها عدم صحة لا إله الا الله.

كما صرح بذلك ابن عربي قال لان الاستثناء يستلزم التعدد ولا تعدد، انظر عدو الله كيف لم يقنع بتصريحه بالوحدة حتى تلعّب بكلام الله هذا التلعب.

ثم لم يكفه ذلك حتى جزم ان افشاء سر الربوبية كفر وعيسى عليه السلام قد افشى سر الربوبية بزعمه فيكون - وصانه الله - كافرا عنده لانه ينتظم منه شكل هذا عيسى مفش لسر الربوبية وكل مفش لسر الربوبية كافر فعيسى كافر!! انا لله وانا اليه راجعون.

ايها الناس افسدت اسماعكم ام عميت قلوبكم عن مثل هذا الكلام الذي لا يلتبس على ادنى متمسك بنصيب من العقل والفهم حتى جعلتم هذا المخذول من اولياء الله.

واعلم انا لم نسمع بأحد قبل ابن عربي بلغ في افشاء هذا السر الذي جعل افشاءه كفرا مبلغه حتى الف في ذلك الكتب المطولة كالفتوحات والفصوص وسننصفه ونحكم عليه بقوله:

فنقول ابن عربي مفش لهذا السر وكل مفش لهذا السر كافر فابن عربي كافر اما الأولى فان انكرها فهذه كتبه في ايدي الناس تكذبه واما الثانية فهذا نصه قد اطلعناك عليه ما قاله ابن عربي في الفتوحات من ان العذاب الذي وعد به الكفار من العذوبة وانهم منعمون بالنار والزمهرير.

وفي الباب الثاني والثلاثين من الفتوحات المكية بعد كلام طويل.

قال في آخره (ما قلت لهم الا ما امرتني به) على سبيل الاعتذار لقومه يعني انت المرسل اليهم بذلك الكلام اوله باسم الأب والأم والابن، فلما بلغهم كلامه حملوه على ما ظهر لهم من كلامك، فلا تلمهم على ذلك لأنهم فيه على ما علموا من كلامك فكان شركهم عين عين التوحيد، لأنهم فعلوا ما علموا بالاخبار الإلهي في انفسهم فهم كمثل المجتهد الذي اجتهد واخطأ فله أجر الاجتهاد انتهى.

انظروا الى تصويبه للنصارى في التثليث واثباته الأجر اين هو من قول ربك جل وعلا (لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة) واختر لنفسك ما شئت.

قال في الباب الثالث والاربعين من الفتوحات في ذكر اهل النار وقد حقت الكلمة انهم عماد تلك الدار فجعل الحكم للرحمة التي وسعت كل شيء فأعطاهم في جهنم نعم المحرور والمقرور، لأن نعم المقرور بوجود النار ونعم المحرور بوجود الزمهرير تبقى جهنم على صورتها، ذات حرور وزمهرير ويبقى اهلها متنعمين فيها بحرورها وزمهريرها الى آخر كلامه.

وقال في الباب الرابع والخمسين ومئة انهم يتضررون برائحة الجنة ونظم هذا المعنى في الفصوص فقال:

فان دخلوا دار الشقاء فإنهم ... على لذة فيها نعيم مباين

الصوارم الحداد ص47ـ.46

الحق في كل شيء بل يراه عين كل شيء فكان موسى يربي هارون تربية علم وان كان اصغر منه في السن انتهى.

حطه وتكفيره للرسول محمد صلى الله عليه وسلم

قال البقاعي:

إفك وبهتان وأعظم الأمر أنه (أي ابن عربي) نسب كفره الى اذن رسول الله صلى الله عليه وسلم الماحي لجميع الاشراك المخلص لمتبعيه من حبائل سائر الاشراك فقال في الخطبة:

أما بعد فاني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مبشرة اريتها في العشر الاواخر من محرم سنة سبع وعشرين وستمائة بمحروسة دمشق وبيده كتاب فقال لي هذا كتاب فصوص الحكم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير