خذه واخرج به الى الناس ينتفعون به فقلت السمع والطاعة لله ولرسوله واولي الأمر منا كما امرنا فحققت الامنية واخلصت النية وجردت القصد والهمة الى ابراز هذا الكتاب كما حده لي رسول الله صلى الله عليه وسلم. من غير زيادة ولا نقصان.
فمن الله فاسمعوا والى الله فارجعوا انتهى. انظر تنبيه الغبي للبقاعي ص37
حطه من شأن الانبياء ورفعه من شأن الكفار:
وقال في الفصوص انه لاشيء للأنبياء من النظر بل عقولهم ساذجة قال يدلك على ذلك قول عزيز (انى يحيي هذه الله بعد موتها) ليس لهم الا ما يتلقونه من الملك ثم يلقونه انتهى.
تصريح ابن عربي وأهل نحلته بأنهم أنبياء
وأقبح من هذا أنهم يصرحون بأنهم انبياء فيقولون بنبوة الولاية، ونبوة الشرائع وانظر الى كتاب الفتوحات، وكتاب الفصوص، تجد من هذا مالا يحتاج بعده الى بيان فمن ذلك قول ابن عربي في الفتوحات في الباب الموفي ستين وثلاثمائة ان الله اخفى النبوة في خلقه واظهرها في بعض خلقه فالنبوة الظاهرة هي التي انقطع ظهورها واما الباطنة فلا تزال في الدنيا والآخرة لأن الوحي الالهي والايراد الرباني لا ينقطع اذ به حفظ العالم انتهى.
قال في الفصوص في الكلمة العزيزية: واعلم ان الولاية هي الفلك المحيط العام، ولهذا لم تنقطع ولها الانباء العام واما نبوة الشرائع والرسالة فمنقطعة الى قوله والله لم يتسم بالنبي والرسول، وتسمى بالولي الى ان قال الا ان الله لطيف بعباده فأبقى لهم النبوة العامة التي لا تشريع فيها انتهى.
وعلى الجملة فالرجل واهل نحلته يصرحون بأنهم انبياء، تصريحا لا يشك فيه بل لم يكتفوا بذلك حتى جعلوا انفسهم اعظم من الانبياء، وزاد شرهم وترقى الى ان بلغ الى الحط على الانبياء، بل الوضع من جانب الملائكة انا لله وانا اليه راجعون.
لا جزم من تجارى على الرب جل جلاله حتى جعله نفس ماهية القردة والخنازير وسائر الاقذار فكيف لا يصنع بالانبياء والرسل ما صنع وقد آن أن نمسك عنان العلم عن رقم كفريات هذا المخذول فانا كما علم الله لم نكتبها الا على وجل وكيف لا نخاف من رقم مثل هذه الكفريات التي يتوقع عند رقم مثلها الخسف، ولولا محبة النصح ومداواة القلوب المرضى التي غاب فيها نصل هذا البلاء لما استجزت رقم حرف واحد، ولكن الله تعالى قد حكى في كتابه عن مقالات الكفرة شيئاً واسعا وهذا هو المشجع على ذلك.
فان بقي لك ايها الخدوع نصيب من دين او فهم او عقل فقد سقنا اليك ما يقلعك عن العكوف على هذه الضلالة ويردعك عن استحسان هذه الجهالة وسنسمعك في آخر هذه الرسالة أقوال أئمة الاسلام في هؤلاء المغرورين ان كنت لا تنظر الى المقال بل الى من قال والا فالأمر أوضح من ان يستهشد على بطلانه بأقوال الرجال، ص52ـ.51
ما حكاه الفاسي عن ابن تيمية من حال هذه الطائفة القائلة بالوحدة وغيره من العلماء
قال الفاسي في العقد الثمين في ترجمة ابن عربي: وقد تبين الشيخ تقي الدين ابن تيمية الحنبلي شيئاً من حال هذه الطائفة القائلين بالوحدة وحال ابن عربي معهم بالخصوص وبين بعض ما في كلامه من الكفر ووافقه على تكفيره لذلك جماعة من أعيان علماء عصره من الشافعية والمالكية والحنابلة لما سئلوا عن ذلك ثم ذكر نص السؤال ونص الجواب ولطول ذلك اقتصرت ها هنا على نقل خلاصة السؤال والأجوبة.
نص السؤال عن الحكم في هذه الطائفة:
اما السؤال فحاصله: ما يقول العلماء في كتاب بين اظهر الناس اكثره ضد لما انزل الله، وعكس لما قاله أنبياؤه، ومن جملة ما اشتمل عليه ان الحق المنزه هو الانسان المشبه وقال ان عبّاد الاوثان لو تركوا عبادتها لجهلوا وانكر فيه حكم الوعيد في حق من حقت عليه كلمة العذاب فهل يكفر من يصدقه في ذلك، او يرضي به منه ام لا؟ وهل يأثم سامعه ام لا؟
جواب ابن تيمية والشيخ ابراهيم الجعبري وابن عبد السلام على السؤال السابق.
جواب ابن تيمية
¥