تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(احفظ لسانك لا تقول فتبتلى % أن البلاء موكل بالنطق)

وانتهت إليه طبقة القراءة واللغة والنحو والرياسة وقال نصر كان الكسائي إذا قرأ أو تكلم كأن ملكا ينطق على فيه ورؤى في المنام فقيل ما فعل الله بك قال غفر لي بالقران قرأ على حمزة ثلاث أو أربع مرات وعلى عيسى بن عمر عن طلحة بن مصرف على إبراهيم النخعي على علقم بن قيس على ابن مسعود على النبي صلى الله عليه وسلم وقد عاش رحمه الله سبعين سنة

اختلف في تاريخ موته فالصحيح الذي أرخه غير واحد من العلماء والحفاظ سنة تسع وثمانين ومائة صحبه هارون الرشيد وبقرية رنبويه من عمل الري متوجهين إلى خراسان

ومات معه بالمكان المذكور محمد بن محمد بن الحسن القاضي صاحب أبي حنيفة فقال الرشيد دفنا الفقه والنحو بالري وقيل سنة إحدى وثمانين وقيل سنة اثنتين وثمانين وقيل سنة ثلاث وثمانين وقيل سنة خمس وثمانين وقيل سنة ثلاث وتسعين قال الحافظ أبو العلا الهمذاني وبلغني أن الكسائي عاش سبعين سنة ورثاه أبو محمد اليزيدي مع محمد بن الحسن فقال

(تصرمت الدنيا فليس بها خلود % وما قد نرى من بهجة ستبيد)

(لكل امرىء كأس من الموت مترع % وما أن لنا إلا عليه ورود)

(ألم تر شيبا شاملا ينذر البلى % وأن الشباب الغض ليس يعود)

(سنفنى بما أفنى القرون التي خلت % فكن مستعدا فالفناء عتيد)

(أمسيت على قاضي القضاة محمد % وفاضت عيوني والعيون جمود)

(وقلت إذا ما الخطب أشكل من لنا % بإيضاحه يوما وأنت فقيد)

(وأقلقني موت الكسائي بعده % وكادت بي الأرض الفضاء تميد)

(وأذهلني عن كل عيش ولذة % وأرق عيني والعيون هجود)

(هما عالمان أوديا وتصرما % فما لهما في العالمين نديد)

(فحزني متى يخطر على القلب خطر % بذكرهما حتى الممات جديد)

أخبرني بذلك عمر بن الحسن بن فريد قراءة مني عليه عن علي بن أحمد بن عبد الواحد أخبرنا شيخ الشيوخ عبد الوهاب بن علي في كتابه من بغداد أخبرنا أبو الكارم المبارك ابن الحسن أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر السمرقندي أنبأنا أبو علي الحسن بن إبراهيم حدثنا أبو الفرج محمد بن أحمد الشنبوذي حدثنا أبو بكر أحمد بن حسن بن بشار حدثنا أبو عمر حفص بن عمر الدوري قال خرج الرشيد بالكسائي وبمحمد بن الحسن حين خرج إلى طوس فماتا في سنة تسع وثمانين ومائة فقال أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي

يرثيهما وذكر الأبيات المتقدمة

أبو الحارث

هو الليث بن خالد أبو الحارث البغدادي ثقة معروف حاذق ضابط للقراءة محقق لها قال أبو عمرو الداني كان من جلة أصحاب الكسائي

عرض على الكسائي وهو من جلة أصحابه وروى الحروف عن حمزة بن القسم الأصول وعن اليزيدي

روى القراءة عنه عرضا وسماعا سلمة بن عاصم صاحب الفراء ومحمد بن يحيى الكسائي الصغير والفضل بن شاذان ويعقوب بن أحمد التركماني وقد غلط الشذائي في نسبه فقال الليث بن خالد المروزي وكذا الأهوازي فقال المروزي الحاجب وزاك رجل آخر قديم محدث من أصحاب مالك يكن أبا بكر توفي سنة مائتين أو نحوها ويقال له البلخي أيضا وهذا مات سنة أربعين ومائتين

وقد تقدم الكلام على أبي عمر الدوري في باب ترجمة أبي عمرو ابن العلاء البصري لأنه روى عنه وعن الكسائي فاكتفينا بذكره هناك عن ذكره هنا ابن هرمز الأعرج وسمع في الحديث عن عمر بن الخطاب ومروان بن الحكم وقال أبو عبد الرحمن النسائي يزيد بن القعقاع ثقة

وقال الإمام مالك بن أنس كان أبو جعفر القارىء رجلا صالحا يفتي الناس بالمدينة وروى ابن جماز عنه أنه كان يصوم يوما ويفطر يوما وهو صوم داود عليه السلام واستمر على ذلك مدة من الزمان فقال له بعض أصحابه في ذلك فقال إنما فعلت ذلك لأروض به نفسي على عبادة الله تعالى وروى عنه أنه كان يصلي في جوف الليل أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بالفاتحة وسورة من طوال المفصل ثم يدعو عقبها لنفسه وللمسلمين ولكل من قرأ عليه وقرأ بقراءته قبله وبعده

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير