تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن ذلك قوله في ا ب ل: الآبل الشديد التأنق في رعي الإبل و الشاة. ضبط ((الباء)) من الإبل بالفتح و الصواب الكسر. قال في القاموس. إبل كنصر وفرح أبالة وابلاً فهو آبل، وإبل حذق مصلحة الإبل و الشاة. وإنه من آبال الناس من أشدّهم تأنقاً في رعيتها. فقوله: فهو آبل، وإبل الأول اسم فاعل يعود إلى وزن نصر، و الثاني على وزن كتف يعود إلى فرح فهو من اللف والنشر المرتّب. فكأن هذا المحبنطي ظن من قول القاموس: وإنه من آبل الناس أن اسم الفاعل بفتح ((الباء)) وعبارة الصحاح وابل الرجل بالكسر يأبل إبالةً مثل شكس شكاسة وتمه تماهة فهو أبل (ككتف) وآبال إي حاذق بمصلحة الإبل، وهو من آبال الناس إي من أشدّهم تأنقاً في رعية الإبل وأعلمهم بها.

ومن ذلك كقوله: الأبالة والإبالة (يعني بتشديد الباء وتخفيفها مع كسر الهمزة) السياسة وشيء تصدر به البئر، و الحزمة الكبيرة من الحطب. وعبارة القاموس: والإبالة ككتابة السياسة. إلى أن قال في آخر المادة: وككتابة شيء تصدر به البئر وقد أبلتها فهي مأبولة، و الحزمة الكبيرة من الحطب ويضمُ. فظهر أن الإبالة بمعنى السياسة وشيء تصدر به البئر بالتخفيف لا غير. أما الإبالة التي يجوز فيها التخفيف و التشديد فبمعنى القطعة من الطير و الخيل والإبل. وعليها ورد قولهم في المثل: ضغثٌ على إبالة. وقوله: والإبالة الحزمة الكبيرة من الحطب قد تقدّم في عبارة القاموس أن الضمَّ لغة في الكسر وعلى الثاني اقتصر الجوهري.

الرد المعلم بطرس البستاني على الشدياق

الجنان، السنة 2، الجزء 4 (28 شباط 1872) ص88 - 92

الرد على محرر الجوائب

لقد اطلعنا على عدد 564 من الجوائب وتلقينا بالترحاب البشرى التي بشرنا محررها بها.ولا ريب أن محرر الجوائب قد اطلع على طلبنا في آخر باب ((الراءِ)) في صفحة 848 من السطر 11 إلى السطر 16 من كتابنا في اللغة المسمى بمحيط المحيط حيث التمسنا إلى أهل العلم أن ينبهونا إلى ما يعثرون عليه فيه من الأوهام و السقطات التي لا يتبرأ إنسان منها ولا يخلو كتاب عنها لكي ندرج ذلك في جدول إصلاح الغلط الذي وعدنا به في آخر الكتاب المذكور. ولهذا إذا أصاب لا يكون انتقادهُ، مهما كان ما حملهُ عليه، إلا تتميماً لأقصى مرغوباتنا. وإذ كان قد خطأ الإمام الفيروزابادي الذي هو إمامهُ وإمامنا الذي أخذنا عنهُ لا يكون غريباً إذا خطأ غيرهُ. ولكن عليه أن يتذكر أن ليس كل من يتصدَّى إلى تخطئة غيره يكون مصيباً، كما جرى لهُ ولآخرين من أمثالهِ.

غير أننا نستغرب من أنهُ في العدد نفسهِ من الجوائب يعتذر بضيق وقتهِ عن المدافعة عن نفسهِ فمن أين لهُ الوقت لكي يخطئ كتابنا المذكور وديوان المرحوم الشيخ ناصيف اليازجي ومقاماته؟ وذلك مع كبر سنهِ. وكان الأجدر به كما نظن أن يدافع أولاً عن نفسهِ ويناضل عن كتبهِ ويصلح ما بها من الغلط ليبرهن على أنه كفؤٌ للدخول في هذا الميدان ويُركَن إليهِ ويعتمد على رأيهِ و انتقادهِ.ثُم يأخذ، كما هو دأبهُ، في الطعن في غيرهِ وتخطئة تآليفاتهم. وإننا نشكرهُ سلفاً كما نشكر كل من أراد من العلماءِ والأدباءِ أن يتحفنا بشيءً من هذا القبيل. وعلى الخصوص إذا فعل ذلك بخلوص النية كما أشرنا إلى ذلك في كتابنا المذكور لا بروح الحسد و العدوان و التعدي على حقوق الأدب و الأدباء. وقد أجاد من قال: كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه. وطالما تطاول محرر الجوائب على الجنان ومحرره محاولاً بذلك أن يحمل الجنان على أن يدخل معهُ في الميدان المعلوم الذي حمل غيرهُ من الجرائد على الدخول معهُ فيهِ، فجرى بينهُ وبينها ما جرى، فساقها وساقتهُ إلى ما جلب عارأً، وأي عار، عليه وعليها وعلى الأدب والأدباءِ وضرراً على العموم. فلم يظفر بمرغوبهِ من هذا القبيل لأن ذلك ليس من مقاصد الجنان ولا يروق لنا ولا لقرائهِ فإننا نعلم أنهُ لا يسر مطالعي جرائدنا أن يرونا نشغل أعمدتها التي يدفعون ثمنها بمماحكات صبيانية لا طائل تحتها وعبارات زقاقية يخجل رعاع الناس وأوباشهم وسفلتهم أن يأتوا بمثلها و مسائل لا تفيد أكثر مطالعي الجرائد من أبناء هذا الزمان الذين يفضلون أن يصرفوا أوقاتهم الثمينة في مطالعة أمور أمثر فائدة لهم في الدين و الدنيا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير