تنفجر: يا أخي، اصبر على الناس، أنت تدعو لنفسك أم لله؟! الناس مساكين لا يعلمون، ما بالك تنكر عليهم بهذه الوحشيَّة، وكأنَّك أمسكت سيفًا بيدك تَحْتَزُّ به رقاب الناس؟!
ثم هل كان الإمام ابن باز والعثيمين، وشيخ الإسلام وغيرهم من العلماء - ينكرون على الناس بهذه الصورة؟!
لا والذي نفسي بيده، إنهم كانوا أطيب من الطيب، وكانوا مثالاً للأخلاق والاقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتشبَّث بأخلاقهم أيضًا بدلاً من التشبث بأقوالهم فقط، ولا تكن منفِّرًا، فتجعل الناس يسبُّون المذهب الذي تسلكه، ويسبون العلماء الأفاضل من أجلك.
والواجب أيضًا أن نكفَّ ألسنتنا عن العلماء، وأن نصون أعراضهم، فقد عجبت من الذين تكلموا في الشيخ وفي غيره من العلماء - رحمهم الله - زورًا وظلمًا وبهتانًا؛ {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا} [فاطر:8]، نسأل الله العافية.
هؤلاء المتكلمون لو أنَّهم انشغلوا بإصلاح أنفسهم، وقراءة القرآن، والإقبال على الله - تعالى - وطلب العلم الشَّرعي، لَمَا قالوا الذي قالوه، بدلاً من الانشغال في تصنيف الناس وكأنهم ملوكٌ عليهم، وتحت اسم الجرح والتَّعديل، والعجيب أنَّهم لا يفرِّقون بين الصحيح والسقيم من الحديث، ثُمَّ يقولون:"الجرح والتعديل"، وتَجد أحدَهم يُفني نفسه في نشر الفتن والضَّلال بين الناس، وهو يظن أنَّه يبصرهم - نسأل الله السَّلامة - فتجده يَجمع مقتطفات ومُتفرِّقات من أقوال أهل العلم، ويَجمع بينها في ملف صوتي على أنَّها قيلت في مجلس واحد، ويَضعها في (الإنترنت) مثلاً لإسقاط فلان الداعية من أهل السنة والجماعة؛ لأنَّه ما أخذ بفتوى فلان، بل أخذ بفتوى العالم الآخر، ولربَّما حمل في جيبه بعضَ الأوراق والمستندات أو ذاكرة إلكترونيَّة، يدور بها بين الناس يتقيَّأها في وجوههم، كُلَّما ذهب إلى مجلسٍ رأى نفسه الإمام المحدث الوَرِع، وأخرج هذا للجميع، وبدأ يقول عن فلان كذا، وعن فلان كذا.
يا أخي، جهودك هذه لِمَ لا تدَّخرها لطلب العلم، ونشر السنة، وإسقاط أهل الزَّيغ والضَّلال، والرد عليهم إن استطعت، بدلاً من إسقاط إخوانك من أهل السنة والجماعة؛ لأنَّهم رأَوْا خلاف ما ترى في المسألة الفلانيَّة؟! الله المستعان!
يقول رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتِهم، فإنَّه من اتَّبع عوراتهم، يتَّبع الله عَوْرته، ومن يتبع الله عورته، يفضحه في بيته ... ))؛ [الراوي: أبو برزة الأسلمي، المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4880، خلاصة الدَّرجة: سكت عنه، وقد قال في رسالته لأهل مكة: "كل ما سكت عنه، فهو صالح"، وصححه الألباني].
أسأل الله الهداية لنا ولهم والمغفرة، وأن يرحم شيخنا الجليل، وأن يجعل مثواه الجنَّة ومثوى المسلمين، وصلِّ اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
http://www.alukah.net/articles/1/7132.aspx
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[20 - 07 - 09, 03:40 م]ـ
سلمان العودة: الشيخ ابن جبرين شيخنا وشيخ الجميع
الإسلام اليوم/ أيمن بريك
الاثنين 20 رجب 1430الموافق 13 يوليو 2009
*
أكَّد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة ـ المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم" ـ أنّ من الخطأ القدحَ في العلماء، مُشِيرًا إلى أنهم ليسوا ملائكة ولا أنبياء ولا معصومين، ولكن ليس من طَلَبَ الحق فأخطأه، كمن طلب الباطل فأصابه، داعيًا إلى حُسْنِ الظن بالعلماء، حتى فيما لم يحالفهم فيه الصواب، مُنْتَقِدًا مَنْ جعل النَّيْلَ من العلماء دينًا يتدين لله تعالى به.
وقال الشيخ سلمان ـ في حلقة السبت من برنامج "فتوى"، والذي يُبَثُّ على قناة "دليل" الفضائية" ـ إن من حق الإنسان أنْ لا يأخُذَ مسألةً ما من هذا العالم أو ذاك، إذا ذهب إلى عالم آخَرَ، هو في نظره أنه الأَصْوَبُ في هذه المسألة، ولكن من الخطأ أن يجعل ذلك سببًا في الوقيعة في العلماء، مما يجعلهم خصومَهُ يوم القيامة.
¥