جاء ذلك تعقيبًا على مُدَاخَلة من أحد المشاركين في البرنامج، تقول: إن هناك مَنْ ينالون من بعض العلماء (مثل الشيخ ابن جبرين، الشيخ سلمان العودة، والشيخ عائض القرني) في مجالسهم نَيْلًا كبيرًا، ويُنْقِصُون من قدرهم ويحتقرونهم، ويتتبعون أخطاءهم.
النيل من العلماء؟!!
وحذر الشيخ سلمان من أن البعض قد يجعلون من النَّيْلِ من العلماء دِينًا يتدينون به لله تعالى، لافتًا إلى أنّ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-قال: «تَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ؟». قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ. قَالَ: «إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُقْضَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِىَ مَا عَلَيْهِ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ»، فكيف إذا كان خصومك أئمةًَ وعلماء ودعاة ومشايخَ وأناسًا لهم فَضْلٌ وجلالة، وربما حَطُّوا رحالَهم في الجنة قبل سنين طويلة.
ابن جبرين .. عَلَمٌ فَذّ
وأثنى الدكتور العودة على الشيخ العلامة ابن جبرين، قائلا: إنه شيخنا وشيخ الجميع، فهو عَلَمٌ فذ، وفقيهٌ فحل، وداعية نَيِّر، وصاحب قلب طهور، ونفس راضية، وعلم غزير، وإيمان وتقوى، نحسبه كذلك والله حسيبه، ونُحِبُّه في الله، مُؤَكِّدًا أن كل مَن رأى الشيخ أو عرفه أحبَّهُ، وأحبّ تواضُعَه وتقواه وزهده وإعراضه عن الدنيا، ونُكْرَانه لذاته، مُشِيرًا إلى أن مجالسة مثل هؤلاء العلماء مدرسةٌ، يُحرم الإنسان منها إذا وقع في قلبه أيّ انتقاص لِقَدْرِ هؤلاء العلما؛ ء لأنه:
أولا: العلماء ليسوا ملائكة ولا أنبياء ولا معصومين:
فابن جبرين، وابن حنبل، والشافعي، وغيرهم من العلماء ليسوا ملائكة ولا أنبياء ولا معصومين، لكنْ يجب علينا أن نُحْسِنَ الظن فيهم، حتى فيما لم يحالفهم فيه الصواب؛ لأنهم طلبوا الحق فأخطئوه، وليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأصابه:
مَنْ ذا الذي ما ساء قطْ ومن له الحُسْنَى فقطْ
ثانيا: مَنْ يحكم على العلماء:
وقال الشيخ سلمان: بأي حق نجعل أنفسنا حَكَمًا على هؤلاء العلماء، وهم أعلم وأفقه وأتقى وأعقلُ منا، مشيرًا إلى أنه من حق الإنسان أن يأخذ برأي من يراه الأصوب في نظره في الأمور التي لم يرد فيها نص، ولكن عليه ألّا يجعل ذلك سببًا في الوقيعة فيمن يخالف؛ حتى لا يكون العلماء هم خُصُومَهُ عند الله تعالى يوم القيامة.
وأضاف فضيلته أنّ هناك من الشباب مَنْ يتبارَوْنَ في الوقيعة في العلماء، مستندين في ذلك بكلام ربما يقتبس من الإنترنت، وقد يكون كلامه مكذوبًا، أو يكون صحيحًا لكنهم فهموه على غير وجهه، أو تلقَّنُوه من أناس أسَنَّ منهم، لكنهم لم يُحْسِنوا الاقتداء بمثل هؤلاء الناس، ويقولون: هذا جرح وتعديل؟!!، فأين هم من أبي حاتم الرازي و أحمد بن حنبل و يحيى بن معين و ابن القطان و ابن المديني؟!! يقول ربنا -عز وجل- (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)، والله -سبحانه وتعالى- يقول (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ)، فنسأل الله -سبحانه وتعالى- الهداية لنا ولهم جميعًا.
إلى آخر اللقاء.
http://www.islamtoday.net/salman/artshow-78-116098.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[20 - 07 - 09, 09:05 م]ـ
وماذا نقول لحزن الجوامع!
بقلم/ أبو الحسن إدريس
لجينيات
أحقاً دفنتم بركن الثرى إمام الرياض وكل الورى؟!
وأجهشتم الدمع في فقده بحزن كظيم على ما جرى
وعدتم بنعش يئن ويبكي ويحسبه الناس ما قد درى!
وأبقيتم الترب في نشوة يرحب جذلان لما اقترى
فغار التراب البعيد حزينا برؤيته النور قبل السرى
أحقا!! فإني لهول المصاب أعيش ذهولا وأجلو الكرى
وإني مررت بدارالإمام فألفيت حزناً بها قد سرى
وحتى الجدار رمقته يبكي ومن تحته الأرض حتى الثرى
وكل البيوت بشبرا كساها خشوع مهيب ومنها انبرى
وعم الرياضَ وما حولها وكلَ المدائن حتى القرى
¥