تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 08:49 م]ـ

فقد العلماء

صالح الفالح

فقد العلماء خسارة لا تعوض، وفاجعة كبيرة .. ومصاب جلل، والعلماء هم ورثة الأنبياء ومشاعل النور والهدى المبين وتضيء الطريق إلى سواء السبيل والخير والرشاد، والذين هم بهداهم نهتدي، وعلى أثرهم نقتدي ونرتقي نحو السمو .. وهم القدوة الحسنة والصالحة، ومثلا يحتذى بهم ومصدر عز وفخار للأمة الإسلامية وعلو همتها وشأنها ومنزلتها .. وبالأمس ودعت المملكة، والعالم الإسلامي فضيلة الشيخ العلامة د. عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين - رحمه الله - الذي رحل عن الدنيا الفانية - لكل أجل كتاب - بعد أن أفنى عمره في خدمة الإسلام ووطنه وأمته الإسلامية في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وتتلمذ عليه العديد من المشايخ وطلبة العلم، وكان الشيخ ابن جبرين وبصوته - الاجش - المعروف واسلوبه المميز يلقي العديد من الدروس والمحاضرات الدينية والشرعية متنقلاً بين مساجد الرياض وخارجها بكل نشاط، رغم تقدمه بالسن في التوعية والارشاد ويمتاز بهدوئه ورحابة صدره وتواضعه الجم، ولين الجانب، وكانت لي فرصة الاستماع إلى - بعض - من دروسه القيمة والمحاضرات النافعة بمساجد الرياض، وكان حريصا ولا يتردد لحظة في الاجابة على كل سؤال واستفسار يطرح عليه من قبل الحضور ليعطي الرأي السديد والإجابة الشافية والوافية، وفي غضون ذلك يحرص على الاستشهاد بآيات من كتاب الله، وبأحاديث نبوية يعكس ما يملكه من مخزون من العلم الشرعي.

- رحم الله الشيخ ابن جبرين رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان - {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

http://www.al-jazirah.com/119698/fe24.htm

ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 08:54 م]ـ

كاتب الفتاوى يروي فصولا من حياة الشيخ

بنبرة خالطها الحزن روى لنا أحمد حسين ــ كاتب الفتاوى في مكتب الشيخ عبد الله الجبرين رحمه الله ــ أن الشيخ لم يكن ليرد أحدا في أي مسألة سواء المحتاجين أو طلبة العلم دون تمييز، واستحضر موقفا للشيخ في أحد مجالس الفتوى التي كان يعقدها في مكتبه، حيث كانت هناك مسألة طلاق فأرجأ السائل حتى يفرغ عدد من المستفتين من المجلس، واصطحبه إلى المجلس الخاص حفاظا على سرية المسألة، ثم بدأ السائل بعرض السؤال لكن الشيخ رفض إعطاء أي حكم في المسألة دون الاستماع إلى زوجته، وعندما سأله عنها أجاب السائل: بأنها في السيارة خارج المكتب ولما أراد السائل أن يخرج ليحضرها إلى المجلس بادر الشيخ بالخروج معه إلى السيارة حيث المرأة، وسألها الشيخ عن أقوالها واستوضح منها بنفسه، وأضاف أحمد: كان هذا دأب الشيخ ــ رحمه الله ــ في مثل هذه المسائل أن يستمع إلى طرفي القضية وألا يكلف على المرأة بالحضور بل يذهب إليها مع زوجها ليستوضح منها ويأخذ أقوالها في القضية.

وتابع القول: كان مكتب الشيخ القديم وتحديدا قبل عام 1421هـ عبارة عن ملحق في منزله، وكان الشيخ يمكث فيه ليلا ليقرأ الكتب ويرد على الاتصالات التي ترد إليه ومع ذلك فإن صلاة الفجر لا تفوته، ونجده لا يفارق الصف الأول في جماعة المسجد، وكان لديه درس بعد صلاة الفجر، وفي إحدى المرات جئت على عادتي إلى الدوام في تمام الساعة الثامنة لأرى الشيخ واقفا على باب المكتب مع جمع من طلبة العلم يستفتونه ويجيب عليهم، ثم يتناول بعد ذلك طعام الإفطار ثم يقضي حاجياته، وينظر في أحوال الناس واحتياجاتهم وطلباتهم، حيث أنه كان يخصص وقتا لتلقي المساعدات والاحتياجات، ولم يكن يفرق في قضاء حوائج الناس سواء شفاعة أو تسديد دين أو نحوه بين أقاربه أو غيرهم.

ويستطرد أحمد: بعد صلاة العصر كان مجلس الشيخ ــ يرحمه الله ــ يكتظ بجمع كبير من طلبة العلم والسائلين والمحتاجين على تعدد طلباتهم، ويلبي الشيخ طلباتهم جميعا ويحرص على مساعدتهم.

ووصف كاتب الفتاوى في مكتب الشيخ ابن جبرين ــ يرحمه الله ــ تعامل الشيخ بأنه متواضع جدا وأنه من شدة حرصه على الالتقاء بطلابه وعدم الانقطاع عنهم كان يعتذر عن حضور مناسبات وعزائم كبار المسؤولين؛ ليوفر وقته لطلابه بأي وسيلة كانت.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير