وقال: كان للشيخ دروس علمية ودورات في فصل الصيف لمدة شهر، حيث أن هناك درسا بعد الفجر وآخر بعد صلاة الظهر وكذلك بعد المغرب والعشاء وقد خفف أبناء الشيخ برنامج هذا الجدول فألغي درس الظهر، وكان حينها يشرح 14 كتابا خلال أسبوع واحد هذا غير المحاضرات والدروس العلمية داخل المملكة وخارجها، وكان لديه درس ثابت بعد صلاة الظهر من يوم الثلاثاء في عتيقة في الرياض بالإضافة إلى جولاته الدعوية والعلمية في الطائف وجدة ومكة المكرمة وجازان ونجران وتبوك والدمام وحائل وشقراء وينبع والقصيم وعدد من القرى والهجر.
وأفاد أحمد حسين أن الشيخ كان يقضي فترة ثلاثة أشهر خارج الرياض صيفا، وكان يستقل سيارة من نوع لينكون طراز 92، ولا يتخذ الطائرة وسيلة للتنقل نظرا لتقارب المسافات بين المدن التي يذهب إليها الشيخ، وأنه يعد ركوب الطائرة في هذه الحالة من الإسراف، مبينا أن السيارتين الموجودتين حاليا هي إهداء من أحد التجار وهي من نوع ليكزس، إلا أن الشيخ يستخدم سيارته القديمة في رحلاته الدعوية.
وذكر كاتب الفتاوى في مكتب الشيخ ابن جبرين ــ يرحمه الله ــ موقفا طريفا حصل له مع الشيخ عندما كان الشيخ يسأل عن السائق الذي تأخر عن موعد مجيئه لإيصال الشيخ إلى أحد المساجد لإلقاء الدروس، وقال: طلبت من الشيخ أن يركب معي لأوصله إلى المسجد مع أن سيارتي قديمة وهي من نوع مرسيدس 84، وكان الجو حارا حينها فلم يتردد الشيخ في الركوب معي وأوصلته إلى مبتغاه.
وهناك موقف آخر عندما كان أحد موظفي مكتب الشيخ حديثا وكان لم يعتد بعد على صوته، وكان هاتف المكتب موصولا بسكن ذلك الموظف، إذ بشخص يتصل على الهاتف ويقول: «ممكن تجي شوي» لكن الموظف سأله من أنت، فأجاب «عبد الله» ولما توجه إلى المكتب ليرى من المتصل وجد الشيخ واقفا مبتسما ينتظره أمام المكتب.
وأوضح أن الشيخ كان يمشي على الأقدام إلى مسجده إذا تأخر سائقه، ولا يحب أن يشق على من معه.
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20090716/Con20090716291926.htm?kw=%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D9%8A% D9%86
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 08:55 م]ـ
علماء العالم الإسلامي:
فقدنا صرحا دعويا شامخا
أبدى عدد من علماء العالم الإسلامي حزنهم الشديد على وفاة الشيخ عبد الله بن جبرين عضو الإفتاء سابقا، مشيرين إلى أنه كان أحد صروح العلم الشامخة في العالم الإسلامي وأن علمه بلغ الآفاق، مشددين في حديثهم لـ (الدين والحياة) على ضرورة الاستفادة من موروث الشيخ العلمي التي تزخر به المكتبات ويدرس في حلق العلم والجامعات.
نبراس للدعوة
ففي البداية نعى مفتي جبل لبنان د. مالك الشعار الشيخ ابن جبرين يرحمه الله وقال إنه قضى سنوات طويلة في العلم والدعوة إلى الله تعالى،وكان نبراسا ونموذجا ومنارة لكثير من الناس، الشيخ يرحمه الله يذكرني بمفتي المملكة الراحل الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ بن عثيمين رحمهما الله.
ثلمة في الأمة
وقال نائب رئيس مجمع الفقه في الهند وعضو المجلس التأسيسي لملتقى علماء المسلمين التابع لرابطة العالم الإسلامي، الشيخ بدر القاسمي إن الأمة فقدت عالما جليلا وخسرت بذلك خسارة عظيمة وبموته حصلت ثلمة في جدار الأمة مستشهدا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء).
وأضاف: الشيخ ابن جبرين عالم جليل لم يبق من جيله سوى علماء لا نعلم عنهم الآن وأفراد قلة، لاشك أن وفاته ليست خسارة للمملكة فحسب بل للعالم الإسلامي وللعلماء أجمعين، لافتا إلى أن آخر لقاء جمعه بالشيخ رحمه الله كان في مؤتمر الفتوى الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي مطلع العام الهجري الحالي حيث قدم بحثا قيما في وقته
الموروث العلمي
فيما أكد مفتي مصر الأسبق د. نصر فريد واصل أن الشيخ ابن جبرين من العلماء الأجلاء الذين خدموا الشريعة والفقه الإسلامي وسار فيما فيه نفع الأمة الإسلامية قاطبة، لافتا إلى أن الشيخ خلف من الموروث العلمي مالا حصر له، مبينا أن دعوة الشيخ كانت هادفة لأنها تميزت بالحكمة والموعظة الحسنة.
مكانة كبرى
وبين أن لدى الشيخ مكانة كبرى لدى الأمة الإسلامية وعلماء العالم الإسلامي على وجه الخصوص، موضحا أن العلماء لا يموتون لأنهم مخلدون بما عملوه في حياتهم وكذلك فهم مخلدون في الآخرة أيضا بمنازلهم الرفيعة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ناقلا تعازيه لعلماء المملكة وأبناء الفقيد والأمة الإسلامية أجمع.
فاجعة عظيمة
أما مفتي موريتانيا د. أحمد المرابط فقال إن وفاة الشيخ كانت فاجعة كبرى للمسلمين في أنحاء العالم، فقد كان أحد كبار علماء السنة في هذا العصر، تغمده الله بواسع رحمته ومغفرته، لافتا إلى أن الشيخ خلف موروثا علميا كبيرا سواء مما هو في صدور الرجال أو ما هو مكتوب في المؤلفات العلمية.
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20090716/Con20090716291929.htm?kw=%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D9%8A% D9%86
¥