أمَّا جَلَدُ الشيخ، فحدِّث ولا حرج، يشرح الدرس والثاني والثالث، يتململ الطلاب ولا يتململ هو، يتضايق الحاضرون وهو شامخ مبتسم، يعطي مما أعطاه الله، لا يقف، "ولا يتتأتأ"، بحر لا ساحل له، عندما يتكلم في فنٍّ، يظن سامعُه أنه لا يُحسن غيره.
لما نظرتُ إلى نعش الشيخ محمولاً على الأكتاف، شككت في قلبي: أهو في مكانه، أم أنه هو المحمول؟! تفقدتُ نفسي، لم أظنَّ أنني سأقف في هذا الموقف.
وأنا أنظر إلى جنازته مرَّ شريطُ الذكريات أمام عيني، تذكَّرتُه وهو على كرسيِّه يثني على الله ثناء الأبرار، تذكرت تلك الابتسامة الجميلة المؤمنة المرسومة على فِي الشيخ الجليل، تذكرت لحيته التي كساها الشيبُ، حتى لا تكاد ترى فيها شعرة سوداء، تذكرته وهو يقرأ في صلاة الفجر: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} [المنافقون: 1]، تذكرته وقد أتى مسرعًا من منزله لصلاة المغرب، ورائحةُ الإفطار تنبعث منه وقد كان صائمًا، تذكرت حركة يده وأصابعه وهو يشرح دروسه، ورأيت الناس يجودون بأنفسهم حتى يتَّبعوا جنازته، رأيت الحب الحقيقي الذي هو أوثق عُرى الإيمان، ورأيت أعظمَ النفاق والفساد من القنوات العربية، وهي تنقل تأبين جنازة مايكل جاكسون، ولم يعرضوا خبرًا عن وفاة ابن جبرين! ولا يضره أن فعلوا، ولكنها إلماحة لاختلال الموازين.
هكذا هي الحياة، وهذا هو الواقع، وما بين هؤلاء وهؤلاء، كما بين المشرق والمغرب، وما بين الحق والباطل.
رحمه الله رحمة واسعة، ذرفت العبرات لفراقه، وعجزت الكلمات عن وصفه، ولكننا نقول كما قال الشاعر:
لَعَمْرِي لَقَدْ غَالَ مَنْ أُحِبُّهُ وَكَانَ بِوُدِّي أَنْ أَمُوتَ وَيَسْلَمَا
اللهم إنا نسألك أن تغفر لعبدك الضعيف، المقبل عليك، عبدالله بن جبرين، اللهم إنا لم نعْلمه إلا داعيًا إليك، ومرغِّبًا فيك، ومنافحًا عن دينك، وساعيًا لمرضاتك، وراجيًا رحمتك، ومخلصًا لك، اللهم فأقرَّ عينه بعفوك ومرضاتك، ومتِّع عينيه بالنظر إلى وجهك، برحمتك يا ربنا وعفوك.
http://www.alukah.net/articles/1/7163.aspx
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[23 - 07 - 09, 04:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
وفاة الشيخ ابن جبرين وقبض العلم
خطبة جمعة مفرغة
23 من رجب 1430 هـ
الموافق
17/ 7 / 2009 م
لفضيلة الشيخ أيمن سامي
للاستماع للخطبة:
http://www.alfeqh.com/montda/index.php?showtopic=19137
الخطبة مفرغة:
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده , ونستعينه , ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا , ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} آل عمران [102]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} النساء [1]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِع اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} الأحزاب [70 - 71]
أما بعد،
فإن أصدق الحديث كلام الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم و شر الأمور محدثاتها و إن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار ثم أما بعد
عباد الله:
قد أوشك عما قريب تطم الطامة وتصخ الصاخة و تحق الحاقة و تقع الواقعة وتزلزل الأرض زلزالها
حين تقرع القارعة ستخرج الأرض أثقالها يومئذ لا يغني والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا
فاستعدوا يا رحمكم الله ليوم رحلتنا وتزودوا فإن خير الزاد التقوى
عباد الله:حدث حل بأمة الإسلام حدثت في منتصف هذا الاسبوع فاجعة كبرى نزلت بأمة الإسلام بكى لها القاصي و الداني
¥