تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

في يوم الأثنين الماضي توفي عالم من أعلام الإسلام و حبر من علماء الإسلام إنه العلامة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين عضو هيئة كبار العلماء سابقا بالمملكة العربية السعودية جبل من جبال العلم و هو من هو رفيق الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى

الشيخ بن جبرين شيخ جليل و عالم فاضل تلقى العلم على يد كبار العلماء ثم شاء الله أن يرتقي منبر التحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم و الفتيا و تعليم الناس فعرفه الناس معلما و بارعا و خطيبا مؤثرا وفقيها من الطراز الأول , عرفه الناس بين أيديهم و كثير من طلبة العلم هنا في مصر فضلا عن المملكة العربية السعودية و كثير من بلاد العالم يعرفون الشيخ فلقد كان رحمه الله تعالى و هو شيخ كبير في السن يذهب للناس في القرى و البقاع و الهواجر فيجلس إلى الناس ليعلمهم و كان الشباب لا يطيقون رحلات الشيخ العلمية و الشيخ يوما في شمال المملكة و يوما في جنوبها و يوما في شرقها و يوما في جدة على البحر الأحمر و يوما في الطائف و هكذا يمر على الناس يعلمهم دين الله عزوجل و يرحل إليهم

امتاز الشيخ بالعلم الوافر و الصدع بالحق يلقيالكلمة من أجل الله عزوجل نحسبه كذلك و الله حسيبه و لا يبالي من الناس بل يلقي ما يفرضه عليه دينه و إيمانه و علمه لا يخاف في الله لومة لائم و عرفه الناس أيضا أخا شفيقا ناصحا مخلصا يحتاجه الكبير و الصغير و الشيخ يجلس على كرسيه بعد الدرس فهذا يأتي إليه و يقول له: اشفع شفاعة حسنة فيكتب له الشيخ و يأتي طلبة العلم يقول: يا شيخ لقد جمعت صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فوقع لي يا شيخ إنها صحيحة

فينظر فيها الشيخ و يوقع عليها و هذا و ذاك يجتمعوا حوله العشرات و الشيخ جالس في مجلسه لا يمل من كثرة توافد الناس عليه

لذا حق أن تبكيه البواكي , حق لأمة الإسلام أن تحزن لهذا المصاب الجلل

الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله تعالى العالم الجليل الصادع بالحق الناطق بالعلم الشرعي كان رحمة الله عليه يجلس للناس يفيد و يعلم الناس و لا يمل من كثرة تزاحم الناس عليه فأحبه القاصي و الداني ثم إنه في آخر حياته قد ابتلاه الله بأحد الأمراض فصبر على هذا صبرا كبيرا حتى إنه رحل إلى الخارج للعلاج ثم عاد مرة أخرى و هو يلازم العناية المركزة و في يوم الأثنين الماضي 20 من رجب 1430 هـ فجعت الأمة الإسلامية بخبر وفاته إنه الشيخ الذي أحبته القلوب إنه رجل من رجال العلم إنه رجل يبلغ عن الله و يوقع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف لا تحزن القلوب لفقده

اسمعوا رحمكم الله إلى تلك القصة المؤثرة التي ذكرها أحد طلاب العلم قال:

لما مات الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى و قد كانت جنازته مهيبة في مكة المكرمة , حضر الآف من شتى أنحاء المملكة العربية السعودية بل أنا بعيني رأيت الشيخ يوسف القرضاوي قد حضر من دولة قطر إلى مكة ليحضر جنازة الشيخ و لا عجب .. فهو من هو , جبل من جبال العلم مفتي الأنام الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى فيقول من شهد مشهدا من جنازة الشيخ:

لما كانت جنازة الشيخ بن باز و حضر الآلآف خاف رجال الشرطة من كثرة الزحام أن تنهدم المقابر القريبة من الحرم في مكة و التي يدفن فيها موتى أهل مكة فخافوا أن تنهدم المقبرة فأحاطوا المقبرة بسياج من رجال الشرطة حتى يمنعوا الآلآف

قال المحدث:

أما أنا فجلست على صخرة من صخور الجبل أنظر إلى المنظر و الآف من الناس من كل حدب و صوب يتوافدون حول المقبرة و الوفود الرسمية حتى دفن الشيخ بن باز رحمه الله تعالى فقاموا الناس على قبره يدعون له بالرحمة و المغفرة ثم بدأ الناس ينصرفون رويدا رويدا حتى إن الحصار الأمني و السياج الأمني قد رفع و بدأ الناس يتوافدون على المقبرة يسلمون على الشيخ و يدعون له بالرحمة و المغفرة و هكذا ..

وعلى القبر رجل واقف لا يتحرك قل بلل القبر بدموعه رافعا يديه لله عزوجل بالدعاء .. انصرف الناس و ما انصرف .. أتدرون من هو؟؟

إنه الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله تعالى

ولما كان ما كان إيها الأحبة و الجزاء من جنس العمل فكما أن الشيخ قد وقف على جنازة شيخه عبد العزيز بن باز ووقف على قبره ودعى له حتى انطلق الناس و ما انطلق

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير