فقد كانت جنازة الشيخ كذلك يوم الثلاثاء الماضي و قد تابعها الآلآف بل الملايين عبر الفضائيات في العالم تابعوا وقت الظهيرة في قلب المملكة العربية السعودية في منتصف الصيف تقريبا في شدة الحر في ساعة الظهيرة و الآف يتوافدون حتى سافر الناس من مكة شرفها الله على بعد 1000 كم من الرياض تقريبا سافروا لحضور الجنازة و في شدة الحر أغلقت شوارع الرياض و ازدحم الناس بالآف في جنازة الشيخ و الجزاء من جنس العمل
أمة الإسلام أتباع النبي صلى الله عليه وسلم إن فقد العلماء مصيبة و أي مصيبة إنها ثلمة لا تسد
يقول الله عزوجل:
({أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [الرعد41]
فالأرض ينتقص من أطرافها بموت العلماء.
و لذا ذكر الإمام العلم إمام التفسير ابن كثير في تفسيره (تفسير القرآن العظيم):
ذكر عن الصحابي الجليل حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس أنه قال: (خراب الأرض بموت علمائها وفقهائها و أهل الخير فيها)
وكذا قال الإمام مجاهد رحمه الله تعالى وهو من أئمة التفسير: (الأرض ينتقص من أطرافها بموت العلماء).
وقد ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان، يكون بينهما مقتلة عظيمة، دعوتهما واحدة. وحتى يبعث دجالون كذابون، قريب من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله، وحتى يقبض العلم وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج، وهو القتل ... " إلى آخر الحديث.
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص:أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما، اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا "
فهذا من عدل الله و كيف لا وربي أعدل العادلين فالله جل و علا و لا يظلم ربك أحدا فحاشا لله أن الذي يحفظ العلم على يد العلماء ثم يسلبه الله هذا العلم و لكن يذهب العلم إذا ذهب العلماء و لم يبقى لهم خلف
الأرض تحيا إذا ما عاش عالمها ** متى يمت عالم منها يمت طرف
كالأرض تحيا إذا ما الغيث حل بها ** وإن أبى عاد في أكنافها التلف
الأرض تحيا بحياة العلماء فإذا مات العالم مات من الأرض طرف حتى إذا انتهى العلماء من على وجه الأرض اتخذوا الناس رؤوسا جهالا كالأرض إذا فقرت من الغيث و المطر ماذا يكون حالها تجدب الأرض و تصبح أرضا بورا بلا فائدة فكذلك حياة الأرض بحياة العلماء فيها
أيها الأحبة في الله:
(" إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما، اتخذ الناس رؤوسا جهالا .. )
اتخذ الناس رؤوسا جهالا و ما أكثرهم اليوم و تعرفون هذا تبث الفضائيات غثاء كل يوم رجل ما درس على العلماء يوما ما فكيف يخرج على الفضائية يتكلم في الدين
بالله عليكم يا أمة الإسلام لو رجل ما درس دراسة دنيوية و فتح لنفسه عيادة طبية أويرضى الناس ذلك أويسكت القانون؟؟
ألا يحاكم و تنشر صوره بأنه مجرم على صفحات الجرائد فمابال ديننا نرضى لد الدنس , ما بال ديننا يتكلم فيه الداعية فلان و الداعية فلان الذين لم يتعلموا على أيدي العلماء
(إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما، اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا)
فمن جرأتهم لأنهم جهلة بحيث بسرعة نجد الواحد منهم جرئ على الفتوى و لم يكن السلف كذلك الفتوى تعرض على الواحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعرضها على الآخر و الآخر يعرضها على الآخر اذهب لفلان , اذهب لأم المؤمنين عائشة فتقول اذهب لبن مسعود , اذهب لبن عمر .. فيظل يدور حتى يمر على السبعين فيعود إلى من سأله أول مرة من تدافعهم للفتوى بينهم
(أجرأكم على الفتيا أجرأكم على النار)
من أراد أن يفتي فليتخيل الجنة و النار بين يديه ففي أيهما يقتحم؟؟
¥