تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وتقدم عن شيخه ربيعة مثل هذا الكلام فقول ربيعة ومالك الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول موافق لقول الباقين أمروها كما جاءت بلا كيف فإنما نفوا الكيفية ولم ينفوا حقيقة الصفة ولو كان القوم آمنوا باللفظ المجرد من غير فهم لمعناه على ما يليق بالله لما قالوا الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ولما قالوا أمروها بلا كيف فإن الاستواء حينئذ لا يكون معلوما بل مجهولا بمنزلة حروف المعجم وأيضا فإنه لا يحتاج إلى نفي الكيفية إذا لم يفهم من اللفظ معنى وإنما يحتاج إلى نفي الكيفية إذا أثبتت الصفات وأيضا فإن من ينفي

لا يحتاج أن يقول بلا كيف فلو كان مذهب السلف نفي الصفات في نفس الأمر لما قالوا بلا كيف فمن قال إن الله ليس على العرش لا يحتاج أن يقول بلا كيف وأيضا فقولهم أمروها كما جاءت يقتضي إبقاء دلالتها على ما هي عليه فإنها جاءت ألفاظا دالة على معان فلو كانت دلالتها منفية لكان الواجب أن يقال أمروها لفظها مع اعتقاد أن المفهوم منها غير مراد أو يقال أمروا لفظها مع اعتقاد أن الله لا يوصف بما دلت عليه حقيقة وحينئذ فلا تكون قد أمرت كما جاءت ولا يقال حينئذ بلا كيف إذ نفي الكيف عما ليس بثابت لغو من القول

قال الذهبي بعد ما ذكر كلام مالك وربيعة الذي قدمناه وهذا قول أهل السنة قاطبة أن كيفية الاستواء لا نعقلها بل نجهلها وأن استواءه معلوم كما أخبر به في كتابه وأنه كما يليق به ولا نتعمق ولا نتحذلق ولا نخوض في لوازم ذلك نفيا ولا إثباتا بل نسكت ونقف كما قد وقف السلف ونعلم أنه لو كان له تأويل لبادر إليه الصحابة والتابعون ولما وسعهم إقراره وإمراره والسكوت عنه ونعلم يقينا مع ذلك أن الله جل جلاله لا مثل له في صفاته ولا في استوائه ولا في نزوله سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا

وقد تقدم ما رواه الوليد بن مسلم عن مالك بما أغنى عن إعادته

وقال أبو حاتم الرازي حدثني ميمون بن يحيى البكري قال قال مالك من قال القرآن مخلوق يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه

معارج القبول [جزء 1 - صفحة 202]

وقال أبو الحسن الكرجي في بائيته:

عقائدهم أن الإله بذاته ... على عرشه مع علمه بالغوائب

وأن استواء الرب يعقل كونه ... ويجهل فيه الكيف جهل الشهارب

مجموع الفتاوى [جزء 5 - صفحة 41 - صفحة 42]

فقول ربيعة ومالك الإستواء غير مجهول والكيف غير معقول والايمان به واجب موافق لقول الباقين امروها كما جاءت بلا كيف فانما نفوا علم الكيفية ولم ينفوا حقيقة الصفة

ولو كان القوم قد آمنوا باللفظ المجرد من غير فهم لمعناه على ما يليق بالله لما قالوا الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ولما قالوا أمروها كما جاءت بلا كيف فان الاستواء حينئذ لا يكون معلوما بل مجهولا بمنزلة حروف المعجم

وأيضا فانه لا يحتاج الى نفى علم الكيفية اذا لم يفهم عن اللفظ معنى وانما يحتاج الى نفى علم الكيفية اذا أثبتت الصفات

وأيضا فان من ينفى الصفات الخبرية أو الصفات مطلقا لا يحتاج الى أن يقول بلا كيف فمن قال ان الله ليس على العرش لا يحتاج أن يقول بلا كيف فلو كان مذهب السلف نفى الصفات فى نفس الأمر لما قالوا بلا كيف

وأيضا فقولهم امروها كما جاءت يقتضى ابقاء دلالتها على ما هى عليه فانها جاءت الفاظ دالة على معانى فلو كانت دلالتها منتفية لكان الواجب أن قال أمروا لفظها مع إعتقاد أن المفهوم منها غير مراد أو أمروا لفظها مع اعتقاد أن الله لا يوصف بما دلت عليه حقيقة وحينئذ فلا تكون قد أمرت كما جاءت ولا يقال حينئذ بلا كيف اذ نفى الكيف عما ليس بثابت لغو من القول

مجموع الفتاوى [جزء 16 - صفحة 400 - صفحة 401]

و قال البغوي فى تفسير قوله ثم إستوى على العرش قال الكلبى و مقاتل إستقر و قال أبو عبيدة صعد و أولت المعتزلة الإستواء بالإستيلاء

و أما أهل السنة فيقولون الإستواء على العرش صفة لله بلا كيف يجب على الرجل الإيمان به و يكل العلم فيه إلى الله و سأل رجل مالك بن أنس عن قوله الرحمن على العرش استوى كيف استوى فأطرق مالك رأسه مليا و علاه الرحضاء ثم قال الإستواء غير مجهول و الكيف غير معقول و الإيمان به واجب و السؤال عنه بدعة و ما أراك إلا ضالا ثم أمر به فأخرج قال الكلبي هذا من المكتوم الذي لا يفسر

عون المعبود [جزء 4 - صفحة 140]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير