تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

واما الذي هو بمعنى الثواب فكقول الله عز و جل إنما نطعمكم لوجه الله الإنسان وقوله جل وعز ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه الأنعام وما أشبه ذلك في القرآن وقول النبي صلى الله عليه و سلم ما قائل يلتمس وجه الله وما أشبه ذلك مما جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم فهو على معنى الثواب " ا. هـ

فالوجه من الصفات الخبرية وقد أثبته الإمام على الحقيقة

وقال ابن مندة في التوحيد:

" ومن أسمائه الرحيم قال أهل التأويل معناه: البالغ في الرحمة أرحم الراحمين، الرفيق الرقيق " ا. هـ

شرح الرحمة بالرفق والرقة هو من إثبات المعنى وسواء أصاب ابن مندة في تعبيره عن معنى الرحمة أم لا فهو بما ذكره قد بين أنه يثبت معاني الصفات الخبرية ولا يفوضها لأن الرحمة من الصفات الخبرية

وقال:

" معنى الودود: [ذو] الحب الشديد لأوليائه " ا. هـ

فهذا إثبات صريح للمعنى.

الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عمر بن شاقلا البزار ت 369 هـ

قال الإمام أبو إسحاق ابن شاقلا البزار في مناظرته مع أحد الأشاعرة والتي حكاها بنفسه فقال فيها:

" ثم قلت له:

هذه الأحاديث [يعني أحاديث الصفات التي تؤولها الأشاعرة] تلقاها العلماء بالقبول، فليس لأحد أن يمنعها ولا يتأولها ولا يسقطها، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لو كان لها معنى عنده غير ظاهرها لبينه ولكان الصحابة حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه عن معنى غير ظاهرها، فلما سكتوا وجب علينا أن نسكت حيث سكتوا ونقبل طوعاً ما قبلوا.

فقال لي: أنتم المشبهة!!

فقلت: حاشا لله، المشبه الذي يقول: وجه كوجهي ويد كيدي فأما نحن فنقول: له وجه كما أثبت لنفسه وجها وله يد كما أثبت لنفسه يداً وليس كمثله شئ وهو السميع البصير ومن قال هذا فقد سلم " ا. هـ

فكلامه صريح بأن لها معنى مثبت وهو ظاهرها، وتفسيره لمفهوم التشبيه موضح لمراده أيضا.

وباقي مناظرته دالة على هذا بوضوح

نقلها ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة قال:

" قرأت بخط الوالد السعيد قال: نقلت من خط أبي بكر بن [شكا أو شكاثا] قال: أخبرنا أبو إسحاق بن شاقلا قراءة عليه قال: ... " ا. هـ

ـ الإمام أبو نعيم الأصبهاني -صاحب "الحلية"- ت 430 هـ

قال أبو نعيم في عقيدته:

" وإن اللّه استوى على عرشه بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل، فالإستواء معقول، والكيف مجهول، وأنه سبحانه بائن من خلقه وخلقه بائنون منه بلا حلول ولا ممازجة ولا اختلاط ولا ملاصقة، لأنه البائن الفرد من الخلق، والواحد الغني عن الخلق " ا. هـ

من رسالته في العقيدة نقله الذهبي في العلو له ص243 وكذا نقله غيره.

لو أراد علو المرتبة لما احتاج أن يقول من غير تكييف ولا أن يقول بائن من خلقه ولا أن يقول دون أرضه وخلقه فمراده ظاهر وواضح

وقوله عن الاستواء " معقول " دل على أنه أراد أن معناه معروف غير مجهول

ـ الإمام القاضي أبو يعلى

وقد فسر القاضي حديث إن الله جميل يحب الجمال فقال:

" غير ممتنع وصفه بالجمال، وإن ذلك صفة راجعة إلى الذات، لأن الجمال في معنى الحسن، قال: وقد تقدم قوله: رأيت ربي في أحسن صورة " ا. هـ

فانظر إلى هذا الإثبات فقد بين معنى الجمال وأنه الحسْن وأثبت أنه ذاتي وكل هذا تنفيه الأشاعرة، بل عند الأشاعرة ومن وافقهم هو من التشبيه

وعن حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله يدني عبده المؤمن فيضع عليه كنفه ويقول أتعرف ذنب كذا ".

قال القاضي أبو يعلى: " يدنيه من ذاته "

وقال عن المقام المحمود:

" يقعد نبيه على عرشه بمعنى يدنيه من ذاته ويقربه منها "

نقلهما ابن الجوزي في دفع شبه التشبيه

وله كلام في الإثبات معروف والرجل عنده اضطراب

ـ الإمام أبو عمرو عثمان بن أبي الحسن بن الحسين السهروردي الشافعي

وهو من أقران البيهقي وأبي عثمان الصابوني وطبقتهما قال في كتاب له في أصول الدين:

" وَدعاني إلى جمع هذا المختصر في اعتقاد السنة على مذهب الشافعي وأصحاب الحديث، إذ هم أمراء العلم، وأئمة الإسلام قول النبي صلى الله عليه وسلم تكون البدع في آخر الزمان محنة، فإذا كان كذلك فمن كان عنده علم فليظهره، فإن: كاتم العلم يومئذ ككاتم ما أنزل الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم "

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير