تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورحلوا إلى السُّوقة، وتسرَّعوا إلى أَعراض الناس، صار الخطيبُ عندهم فوقَ الشاعر ... "

6 - قال المؤلف عند حديثه عن قس بن ساعده:

هو أسقف نجران

الأسقف: رئيس علماء الدين عند النصارى.

7 - قال المؤلف:

وقال في خطبه أما بعد

أما بعد:

أ - قيل أنّ أول من قالها داوود - عليه السلام - وهو قوله تعالى: " وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب "، وقيل هو قس بن ساعده، وقيل غيرهما ..

ب - بذكر " أما بعد " فإني أتذكر سحبان وائل فقد كان من أمره عجبا!

اجتمع الخطباء عند معاوية - رضي الله عنه - يخطبون ويتفاخرون، وأخذوا وقتا، فلما جاء سحبان وسمعوا بمقدمه خرجوا مباشرة .. ولم يبق أحد منهم .. فما إن دخل وعلم بفعلهم قال بيته:

لقد علم الحي اليمانون أنني ... إذا قلتُ أما بعد أني خطيبها.

ثم طلب عصا ليتكئ عليها! فقالوا له: ما تفعل بالعصا في حضرة الخليفة؟!

فقال قولة أسكتتهم: أفعل بها ما فعل بها موسى في حضرة ربه!:) فأخرسهم ..

8 - ذُكر في الحاشية أنّ قس بن ساعده عمّر وتوفي وعمره ثلاثمائة وثمانون سنة! وبذكر ذلك تذكرتُ هذه القصة التي اشتراك العمر ذكرني بها وأنقلها لكم ففيها من القول براعة:

" ومن المعمرين عبد المسيح بن بقيلة الغساني، وبقيلة اسمه ثعلبة، وقيل: الحارث، وإنما

سمي بقيلة لأنه خرج على قومه في بردين أخضرين، فقالوا له: ما أنت إلا بقيلة فسمي

بذلك. وذكر ابن الكلبي وأبو مخنف وغيرهما أنه عاش ثلاثمائة وخمسين سنة، وأدرك

الإسلام ولم يسلم ولم يسلم وكان نصرانياً. وروي أن خالد بن الوليد لما نزل الحيرة وتحصن

أهلها منه، أرسل إليهم: ابعثوا لي رجلاً من عقلائكم وذوي أسنانكم، فبعثوا إليه عبد

المسيح بن بقيلة، فأقبل يمشي حتى دنا من خالد، فقال: أنعم صباحاً أيها الشيخ، قال: قد

أغنانا الله عن تحيتك هذه، فمن أين أقصى أثرك أيها الشيخ؟ قال: من ظهر أبي، قال: فمن

أين خرجت؟ قال: من بطن أمي، قال: فعلام أنت؟ قال: على الأرض، قال: ففيم أنت؟

قال: في ثيابي، قال: أتعقل لا عقلت؟ قال: أي والله وأقيد، قال: ابن كم أنت؟ قال: ابن رجل واحد، قال خالد: ما رأيت كاليوم قط، إني أسأله عن الشيء وينحو بي في غيره،

قال: ما أنبأتك إلا عما سألت، فسل ما بدا لك، قال: أعربٌ أنتم أم نبط؟ قال: عربٌ

استنبطنا، ونبطٌ استعربنا، قال: فحربٌ أنتم أم سلم؟ قال: بل سلم، قال فما هذه الحصون

قال: بنيناها لسفيه نحذر منه حتى يجيء الحليم ينهاه، قال: كم أتى لك؟ قال: خمسون

وثلاثمائة سنة، قال: فما أدركت؟ قال: أدركت سفن البحر ترقى إلينا في هذا الجرف،

ورأيت المرأة من أهل الحيرة مكتلها على رأسها، لا تزود إلا رغيفاً واحداً حتى ترد الشام،

ثم قد أصبحت اليوم خراباً، وذلك دأب الله تعالى في العباد والبلاد. قال: وبيده سم

ساعة يقلبه في كفه، فقال له خالد: ما هذا في كفك؟ قال: السم، قال: وما تصنع به؟ قال:

إن كان عندك أن يوافق قومي وأهل بلدي حمدت الله تعالى وقبلته، وإن كانت الأخرى لم أكن أول من ساق إليهم ذلاً، أشربه وأستريح من الحياة، فإن ما بقي من عمري ليسير، قال

خالد: هاته، فأخذه وقال: بسم الله وبالله رب الأرض والسماء الذي لا يضر مع اسمه

شيء ثم أكله، فتجللته غشيةٌ ثم ضرب بذقنه في صدره طويلاً، ثم عرق وأفاق فكأنما

نشط من عقال، فرجع ابن بقيلة إلى قومه فقال: جئتكم من عند شيطان أكل سم ساعة

فلم يضره، صانعوا القوم وأخرجوهم عنكم، فإن هذا أمرٌ مصنوع لهم، فصالحوهم على مائة ألف درهم ".

9 - عند ذكره لأمثلة من حكم قس بن ساعده قال:

من عيّرك شيئا ففيه مثله

أرى أنّ معناه هو الذي نستخدمه اليوم حينما نقول: كلٌ يرى الناس بعين طبعه.

10 - عند ذكره لأبيات من شعر قس بن ساعده ذكر:

جرى الموت مجرى اللحم والعظم منكما ... كأن الذي يسقى العقار سقاكما!

فلو ذكرت نفسٌ لنفس وقاية ... لجدت بنفسي أن تكون فداكما

سأبكيكما طول الليالي وما الذي ... يرد على ذي عولة إن بكاكما.

فإنها أبيات في غاية الجمال، وتقطر حزنا ..

ولكن البيت الثاني عجزه خالف صدره!

فهو ذكر: نفس بنفس .. ثم ذكر أنه لو يكون ما يريد ويتحقق لجدت بنفسي أن تكون فداكما. فهو يريد أن يفتدي النفسين بنفس!! على خلاف ما ذكره في الشطر الأول!

11 - قال المؤلف عند ذكر عمرو بن معدي كرب: " ولكن قلبا شاب في الجاهلية الجهلاء، ورتع في الدماء والأشلاء، واستهتر في اللهو والصهباء،لا يقبل على الدين بإخلاص وصدق "

أرى أنه تعليل عليل! فكم ممن أسلم وقد شاب في جاهليته وحسن إسلامه!

وكم ممن ارتد وقد شاب في الإسلام!

الأمر كل الأمر بالمرء نفسه ومدى صدق علاقته بالله، ومدى معرفته بأمور دينه، وما له وما عليه. والله أعلم.

وأعتذر للإطالة، وبارك الله في الجميع.

ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 10:11 م]ـ

أرجو أن أكون قد أفدت.

التحية موصولة ... بارك الله فيك الأخ عامر مشيش على هذه الاضاءة والتي قدأضافت لي الكثير من الافادة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير