تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

خرج أحدهم من العيادة وتبعة آخر .. فثالث .. حتى لم يبق إلا اثنان ..

قال لي أحدهما:

- اسمع يا عبد الله! أنت أكبر من أن نقول لك أحضر والدك!!

- خير إن شاء الله يا دكتور .. ماذا تقصد؟!

فقال بأسلوب حازم:

التقارير والأشعة تدل!

يا ترى ماذا ظهر عنده؟؟

منقول ....

وللقصة بقية ...

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[12 - 01 - 2010, 10:50 م]ـ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:

لنتابع قصة عبدالله

فقال بأسلوب حازم:

- التقارير والأشعة تدل! على وجود ورم في رأسك , حجمه يزداد بسرعة مُخيفة , وهو الآن يضغط على عروق العين من الداخل , وفي أي لحظة يمكن أن يزداد هذا الضغط .. فتنفجر عروق العين من الداخل .. فتصاب بالعمى .. ثم تصاب بنزيف داخلي في الدماغ ثم تموت!! ..

ثم سكت الطبيب ... نعم سكت .. لكن كلمته الأخيرة بدأت تتردد في أذني .. تموت .. تموت .. يا للهول .. ما أقسى هذه الكلمة .. ما أشد وقعها على النفس .. أموت .. نعم أموت .. لكن شبابي .. رواتبي .. وظيفتي ... أمي .. أبي .. أموت!!

صحت بأعلى صوتي ..

يا دكتور!! .. ماذا؟ .. كيف؟ .. متى؟ .. ورم؟ .. كيف ورم؟ .. متى ظهر عندي؟ .. ما سببه؟ .. وأنا في هذه السن؟ .. أعوذ بالله؟ ورم؟ .. سرطان؟ .. لا حول ولا قوة إلا بالله ..

- نعم , ورم .. ولا بدّ من علاجه بسرعة , كل دقيقة .. بل كل ثانية تمرّ .. ليست في صالحك .. الليلة ندخلك المستشفى ونكمل التحليلات الللازمة , وفي

الصباح – إن شاء الله – نفتح رأسك ونخرج الورم ..

قال الطبيب هذه الكلمات بكل حزم .. وبرود ..

قالها وهو يمسح نظارته ويقلب نظره في أوراق بين يديه ..

أما أنا فلم أكن أستمع إليه بأذني فقط بل أظن أن جسدي كله قد تحول في تلك الساعة إلى أذن تسمع وتعي ..

استمر الطبيب في كلامه ..

- اصبر .. واحتسب .. لست الوحيد الذي تجرى له مثل هذه العملية .. أناس كثيرون أجريت لهم وشُفوا بإذن الله .. وأنت شاب مؤمن وعاقل, لا يحتاج مثلك إلى تصبير وتثبيت .. واصل الطبيب كلماته وهو ينظر إليّ .. أما أنا .. فقد كانت عيناي جاحظتين في عينيه .. نعم كنت أنظر إليه بتركيز شديد ..

أما كلامه: فقد اختلطت عباراته الأخيرة بعباراته الأولى .. ولم يثبت في ذاكرتي من كلامه إلا: ورم .. سرطان .. عملية ..

ماذا لو كتب الله عليّ الموت أثناء العملية؟ .. ماذا ستفعل أمي؟ .. أبي الذي جاوز السبعين؟ .. إخواني؟ .. أخواتي الصغار؟ ..

بل كيف سأدخل القبر وحدي؟ .. كيف سأمرّ على الصراط؟ .. كيف؟ وكيف؟ أين تخطيطاتي .. وشهاداتي .. الزواج .. الوظيفة الجديدة .. كيف يحصل هذا فجأة .. أسئلة كثيرة تتردد في داخلي .. جعلتني أسبح في بحر من الأفكار لا ساحل له ..

أخذت أصرخ في داخلي: يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله .. يا ليتني قدمت لحياتي الآخرة ..

كل المتع التي كنت أجمعها .. والمراكز التي كنت أسعى لها .. تذهب فجأة .. هكذا بدون مقدمات .. ما أقصر هذه الحياة .. والله ما كنت إلا في غرور ..

كيف كنت أتتبّع الشهوات .. وأواقع اللذات .. وجهنم قد سعرت .. والأغلال قد نصبت .. والزبانية قد أعدت؟!

تباً لهذه الدنيا .. إن أضحكت قليلاً أبكت كثيراً .. وإن أفرحت أياماً أحزنت أعواماً .. وإن متعت قليلاً أشقت طويلاً ..

وأخذت أعاتب نفسي الخاطئة أشدّ المعاتبة ..

آه .. ما أطول حزني غداً .. رحماك يا ربّ .. رحماك يا ربّ ..

وفجأة قال الطبيب:

- هذه أوراق العملية! وقع عليها, حتى نحجز لك سريراً , وننهي إجراءات إدخالك إلى المستشفى!!

بقيتُ واجماً أنظر إليه. فقال:

- خذ! ما بالك؟ .. خُذ ..

- لا .. لن أوقع على شيء!

- كيف؟ لن توقع!! مجنون أنت؟! المصلحة لك وليست لنا .. والمضرة عليك لا علينا .. لا تظن أننا فارغون نبحث عن رأس نتسلى بإجراء عملية فيه!! .. الأمر هام .. وخطير ..

- لا .. لن أوقع على شيء ..

- عموماً لا نستطيع إلزامك .. ولكن وقع على هذه الورقة حتى نخلي مسؤليتنا منك لو حدث لك نزيف مفاجئ ... أخذت الورقة فإذا فيها:

أقرّ أنا الموقع أدناه أني خرجتُ بطوع إرادتي واختياري من مستشفى .. الخ ..

وقعت الورقة وانصرفت ..

ولكن أين أذهب ... ؟! إلى البيت وأخبر أمي وأبي؟ .. أم أرجع إلى المستشفى؟ .. أم أذهب إلى مستشفى آخر .. لا حول ولا قوة إلا بالله ..

بعد تفكير سريع قررت أن أذهب إلى مستشفى آخر ..

وفي قسم الطوارئ:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير