تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- نعم .. وكيف أنساك؟!

لم يتفاعل مع عباراتي , ولم يبدُ منه تجاوب , لكنه قال بصوت ضعيف: أريدك أن تزورني في البيت .. ضروري .. هاه! .. أنا لا أستطيع زيارتك .. لا تسألني لماذا! إذا جئتني عرفت السبب!

قال هذه العبارات بصوت خافت حزين .. لكنه كان بنبرة جادة .. وصف لي طريق منزله .. طرقت الباب .. فتح لي أخوه الصغير ..

- أين عبد الله؟

- عبد الله .. في المجلس .. تفضل ..

مشى الصغير أمامي , وفتح باب المجلس, فلما دخلت المجلس دُهشت .. ماذا أرى!! عبد الله على سرير أبيض .. بجانبه عكاز .. وجهاز يُلبس في الرّجل لأجل المشي .. ومجموعة من الأدوية .. أما هو فجسد ملقى على السرير ..

قال لي مُرحِّباً وقد حاول جاهداً أن يقف على قدميه للسلام ..

- حياك الله يا شيخ .. حياك الله ... كلفناك وأتعبناك ..

- لا .. لم تتعبني في شيء .. عفواً لم أعلم بمرضك من قبل .. ولكن ماذا أصابك؟ ماذا حدث لك؟ ألم تتخرج من الكلية؟ ألم تكن تحدثني أنك سوف تتزوج , وسوف .. وسوف ..

- نعم , ولكن ما حدث لم يكن في حسباني ..

تخرجت من الكلية قبل أشهر معدودة كما تعلم , وأصابني ما يصيب الشباب عادة من الزهو والفرح بالتخرج .. وبدأت مشوار الحياة الجديدة .. فتحت كتاب مستقبلي المزهر ورُحت استمتع بتقليب صفحاته وأحلم بأيامه السعيدة ..

ومضت الأيام السعيدة سريعة .. لا يكدر صفوها إلا صداع بسيط كان ينتابني في بعض الأوقات .. ومع مضي الأيام بدأ هذا الصداع يزداد شدة وألماً .. لكن الأدوية المسكنة كانت كفيلة بالقضاء عليه .. ومضت الأيام على هذا الحال وقد تعوّد رأسي على هذا الصداع حتى صرت أنساه في كثير من الأحيان مع شدته وألمه.

لكن شدة هذا الصداع بدأت تزداد وتزداد .. وبدأ يصاحب ذلك ضعف في النظر .. حتى اشتدّ ذلك عليّ في إحدى الليالي .. فذهبت إلى قسم الطوارئ في أحد المشتسفيات .. شاكياً مما أصابني من صداع وضعف في النظر .. فلما قابلني الطبيب المختص, عمل لي التحاليل والأشعة اللازمة ,ثم قال لي:

وللقصة بقية .....

منقول .... للفائدة

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[11 - 01 - 2010, 09:53 م]ـ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:

لنتابع قصتنا ....

قصة عبدالله

ثم قال لي:

- نحتاج إلى إجراء أشعة مقطعية دقيقة لرأسك , وهذا غير متوفر حالياً في المستشفى ... اذهب إلى مستوصف خاص واعمل هذه الأشعة ثم ارجع إليّ بها .. وحاول أن يكون ذلك سريعاً!

خرجت يتملكني الوجل تارة .. والاستغراب تارة أخرى .. هذا الطبيب! لماذا يتعبني هكذا؟ كان الأحرى أن يعطيني مسكناً للصداع .. أو قطرة للعين .. وينتهي الأمر .. وجعلت أشاور نفسي: هل أهمل الطبيب وأشعته .. وأشتري دواءً بخمسة ريالات يسكن هذا الصداع وأذهب للبيت وأنام؟ أم أعمل الأشعة التي طلبها وأنظر على ماذا ينتهي الأمر ..

لكني مع كل هذه الخواطر ذهبت إلى ذاك المستوصف وأجريت الأشعة .. ثم رجعت إلى الطبيب, أحمل بين يديّ أوراقاً لا أفهم شيئاً من رموزها ..

- تفضل يا دكتور .. هذه الأشعة التي طلبت.

لبس الطبيب نظارة سميكة على عينيه .. أخذ يقلب الأوراق بين يديه .. تغير وجهه .. وسمعته يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله .. ثم رفع بصره إليّ وقال:

- استرح .. اجلس ..

- بشّر يا دكتور .. خيراً إن شاء الله؟

- خيراً .. إن شاء الله .. خيراً ..

وظل صامتاً لا يرفع بصره إليّ! ثم رفع سماعة الهاتف, وبدأ بالاتصال على مجموعة من كبار الأطباء يطلب حضورهم!! ما هي إلا دقائق حتى اجتمع عنده ستة أو سبعة منهم .. بدؤوا جميعاً يقلبون نتائج التحاليل .. يتأملون صور الأشعة .. ويتحدثون باللغة الإنجليزية , ويسارقونني النظر ..

مضت قرابة ساعة على هذه الحال ... وأنا في حال لا أحسد عليه ..

بدأ يمرّ في عقلي شريط ذكرياتي .. أخذت أستعرض سجل حياتي .. بل مستقبلي .. ترى ما بالهم يتناقشون؟ ما بال الطبيب اهتم كل هذا الاهتمام ..

ثم رحت أطمئن نفسي وأقول لها: هؤلاء الأطباء يُكبرون المسائل دائماً ..

كل منهم يريد أن يستعرض قواه .. تحاليل .. ! أشعة .. ! اجتماعات .. ! والمسألة حلها سهل: حبة أو حبتان من ال (بندول) مع قطرة للعين, وينتهي كل شيء!!

ظللت أنظر إلى الأطباء محاولاً أن أفهم شيئاً مما يقولون, ولكني مع تركيزي الشديد لم أفهم كلمة واحدة .. بدأت نقاشاتهم تهدأ وتهدأ .. ثم خيم الصمت عليهم ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير