تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[06 - 03 - 2010, 02:11 م]ـ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... أما بعد:

قصة جديدة حقيقية (بعنوان)

يا رب ... يا رب ... أموت أنا ويعيش بابا التوقيع: رفات طفلة

استقيظت مبكرا كعادتي .. بالرغم من أن اليوم هو يوم أجازتي ,صغيرتي

ريم كذلك أعتادت على الاستيقاظ مبكرا, كنت أجلس في مكتبي مشغولةبكتبي وأوراقي.

ماما ماذا تكتبين؟

أكتب رسالة إلى الله.

هل تسمحين ليبقراءتها ماما؟؟

لا حبيبتي , هذه رسائلي الخاصة ولا أحب أن يقرأهاأحد.

خرجت ريم من مكتبي وهي حزينة, لكنها أعتادت على ذلك , فرفضي لها كان

باستمرار.

مر على الموضوع عدة أسابيع , ذهبت إلى غرفة ريم و لأول مرة

فارتبكت ريم لدخولي ... ياترى لماذا هي مرتبكة؟

ريم .. ماذا تكتبين؟ زاد ارتباكها .. وردت: لا شئ ماما , إنها أوراقي

الخاصة. ترى ما الذي تكتبه ابنة التاسعة وتخشى أن أراه؟!!

أكتب رسائل الى الله كما تفعلين ... قطعت كلامها فجأة وقالت: ولكن هل

يتحقق كل مانكتبه ماما؟

طبعا يا ابنتي فإن الله يعلم كل شئ ..

لم تسمح لي بقراءة ما كتبت , فخرجت من غرفتها واتجهت إلى راشد كي أقرأ له الجرائد كالعادة , كنت أقرأ الجريدة وذهني شارد مع صغيرتي , فلاحظ

راشد شرودي .. ظن بأنه سبب حزني .. فحاول اقناعي بأن أجلب له ممرضة ..

كي تخفف علي هذا العبء .. يا إلهي لم أرد أن يفكر هكذا .. فحضنت رأسه

وقبلت جبينه الذي طالما تعب وعرق من أجليأنا وابنته ريم , واليوم

يحسبني سأحزن من أجل ذلك ..

وأوضحت له سبب حزني وشرودي.

ذهبت ريم إلى المدرسة, وعندما عادت كان الطبيب في البيت، فهرعت لترى

والدها المقعد وجلست بقربه تواسيه بمداعباتها وهمساتها الحنونة. وضح

لي الطبيب سوء حالة راشد وانصرف, تناسيت أن ريم ما زالت طفلة , ودون

رحمة صارحتها أن الطبيب أكد لي أن قلب والدها الكبير الذي يحمل لها كل

هذا الحب بدأ يضعف كثيرا وأنه لن يعيش لأكثر من ثلاث أسابيع , انهارت

ريم وظلت تبكي وتردد:

لماذا يحصل كل هذا لبابا؟ لماذا؟

ادعي له بالشفاء يا ريم, يجب أن تتحلي بالشجاعة , ولاتنسي رحمةالله

أنه القادر على كل شئ .. فأنتِ ابنته الكبيرة والوحيدة. أنصتت ريم إلى

أمها ونست حزنها , وداست على ألمها وتشجعت وقالت:

لن يموت أبي. في كل صباح تقبل ريم خد والدها الدافئ , ولكنها اليوم

عندما قبلته نظرت اليه بحنان وتوسل وقالت: ليتك توصلني يوما مثل

صديقاتي , غمرة حزن شديد فحاول اخفاءةوقال:

إن شاء الله سيأتي يوما وأوصلك فيه يا ريم .. وهو واثق أن اعاقته لن

تكمل فرحة ابنته الصغيرة ..

أوصلت ريم إلى المدرسة , وعندما عدت إلى البيت , غمرني فضول لأرى

الرسائل التي تكتبها ريم إلى الله , بحثت في مكتبها ولم اجداي

شئ .. وبعد بحث طويل .. لا جدوى .. ترى اين هي؟!! ترى هل تمزقهابعد

كتابتها؟ ربما يكون هنا .. لطالما أحبت ريم هذا الصندوق, طلبته مني

مرارافأفرغت مافيه واعطيتها الصندوق .. يا الهي أنه يحوي رسائل كثيرة

وكلها إلى الله!

يا رب ... يا رب ... يموت كلب جارنا سعيد , لأنه يخيفني!!

- يا رب ... قطتنا تلد قطط كثيرة .. لتعوضها هن قططها التي ماتت!!!

يا رب ... ينجح ابن خالتي , لأني أحبه!!!

- يا رب ... تكبر أزهار بيتنا بسرعة , لأقطف كل يوم زهرة وأعطيها

معلمتي!!!

والكثير من الرسائل الاخرى وكلها بريئة ...

من أطرف الرسائل التي قرأتها، هي التي تقول فيها:

يا رب ... يا رب ... كبر عقل خادمتنا , لأنها أرهقت أمي ..

يا الهي كل الرسائل مستجابة , لقد مات كلب جارنا منذ أكثر من أسبوع ,

قطتنا أصبح لديها صغارا , ونجح أحمد بتفوق, كبرت الأزهار , وريم تأخذ

كل يوم زهرة إلى معلمتها ... يا إلهي لماذا لم تدعوا ريم ليشفى والدها

ويرتاح من عاهته؟؟!! .... شردت كثيرا ليتها تدعوا له .. ولم يقطع هذا

الشرود إلا رنين الهاتف المزعج , ردت الخادمة ونادتني: سيدتي المدرسة

المدرسة!! ... ما بها ريم؟؟ هل فعلت شيء أخبرتني أن ريم وقعت من

الدور الرابع وهي في طريقها إلى منزل معلمتها الغائبة لتعطيها الزهرة

وهي تطل من الشرفة ... وقعت الزهرة ... ووقعت ريم ... كانت الصدمة

قوية جدا لماتحملها أنا ولا راشد ... ومن شدة صدمته أصابه شلل في

لسانه في لسانه فمن يومه لا يستطيع الكلام.

لماذا ماتت ريم؟ لا أستطيع استيعاب فكرة وفاة ابنتي الحبيبة ... كنت

أخدع نفسي كل يوم بالذهاب إلى مدرستها كأني أوصلها , كنت أفعل كل شيء صغيرتي كانت تحبه , كل زاوية في البيت تذكرني بها ,أتذكر رنين ضحكاتها التي كانت تملأ علينا البيت بالحياة ...

ومرت سنوات على فاتها, وكأنه اليوم. في صباح يوم الجمعة أتت الخادمة

وهي فزعة وتقول انها سمعت صوتا صادر من غرفة ريم ... يا إلهي هل يعقل

ريم عادت؟؟ هذا جنون ...

أنت تتخيلين ... لم تطأ قدم هذه الغرفة منذ أن ماتت ريم .. أصر راشد

على أن أذهب وأرى ماذا هناك .. وضعت المفتاح في الباب وانقبض قلبي ...

فتحت الباب فلم أتمالك نفسي, جلست أبكي وأبكي ... ورميت نفسي على

سريرها , أنه يهتز .. آه تذكرت قالت لي مرارا انه يهتز ويصدر صوتا

عندما تتحرك , ونسيت أن أجلب النجار كي يصلحه لها ... ولكن لافائدة

الآن ... لكن ما الذي أصدر الصوت .. نعم أنه صوت وقوع اللوحة التي زينت

بآيات الكرسي , والتي كانت تحرص ريم على قراءتها كل يوم حتى حفظتها,

وحين رفعتها كي أعلقها وجدت ورقة بحجم البرواز وضعت خلفه, يا إلهي

إنها إحدى الرسائل ..... يا ترى , ما الذي كان مكتوب في هذه الرسالة

بالذات .. ولماذا وضعتها ريم خلف الآية الكريمة .. إنها إحدى الرسائل

التي كانت تكتبها ريم الى الله ..

كان مكتوب:

يا رب ... يارب ... أموت أنا ويعيش بابا ...

منقول للفائدة والعبرة.

فلا حول ولا قوة إلا بالله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير