تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[13 - 03 - 2010, 02:57 م]ـ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... أما بعد:

العائد إلى الله (من قصص التائبين الجدد)

لا أعرف كيف أبدأ الحديث معك، أنا طالب في المرحلة الجامعية، بدأت حياتي تحت تربية صالحة، أعرف بيتي وأعرف مسجدي وأعرف مدرستي وأعرف تحفيظي، ولكن لم أكن أعرف من فيهم إلا بعضهم، لا أعرف الشارع ولا أعرف أبنائه، فقد كنت وحيد الطبع، وأحب الهدوء والسكون، واستمرت على هذا الوضع حتى انتقلت إلى المرحلة الثانوية، مرحلة المراهقة ومرحلة الخطر .. من هدوئي وسكوني ومكارم أخلاقي أحبني كلُ من عرفني، (أحبني كل من عرفني)، ولكن ولله الحمد أن الله أعطاني عقلاً رزينًا ونباهةٌ سليمة ..

كنت أبتعد ممن أشك بهم، أتحذرهم وأبتعد عنهم، ولكن .. لا أدري متى؟ وكيف؟ وقعت في شباكهم .. !

لقد أحببتهم ولا أفضل أحدًا على غيرهم، فبدأ خروجي من البيت يكثر ويكثر، حتى إني أصبحت أخرج إلى المدرسة ولا أعود إلا في آخر الليل، حاربني أبي وحاربتني أمي، بل وحاربني إخوتي .. ! وعلى رغم كثرة عَدَدِهم .. ! إلا أني كنت أكثر منهم إعدادًا وعُدة، حتى تفوقت عليهم بإحتيالاتي وألحقت الهزيمة بهم، حتى أصبح خروجي من البيت أمرًا طبيعيًا.

وفي نهاية العام وفي يوم إستلام النتائج من المدرسة، لم أجد شهادتي، بحثت عنها وأخيرًا وجدتها عند شباك نتائج الطلاب الراسبين، أخذتها وأنا أرجف خوفًا وهلعًا، جن جنوني .. لم أصدق، لأول مرة أرسب في حياتي ..

ماذا سيقول والدي؟

وأنا الذي عندما حاربني هزمته وهزمت كل أهلي، فلقد طمأنتهم بإحتيالاتي، والآن ستنكشف حقيقتي. يا الله ..

ذهبت إلى البيت مطأطئ الرأس، علم والدي برسوبي، ولكنه تمالك نفسه، وعندما قابلني .. قابلني بوجهٍ رَحب، وقام يشبه لي نتيجتي هذه بنتيجة الآخرة، وكيف أن العاصي يوم القيامة يأتي ويأخذ كتابه بشماله، وأنه يقول يا ليتني لم أوت كتابية، وقام يسرد لي المواعظ. ولكن حذرني في المرة القادمة، دون أن يعيد الحرب عليّ من جديد، فأكملت مسيرتي نحو الغواية، حتى أصبحت في الصف الثاني الثانوي ....

وفي الفصل الدراسي الثاني، جلبت انتباه أحد الطلاب الملتزمين إليّ، ورأى مني أثر التربية الصالحة، ورآني أغرق في وحل أصحاب السوء، حتى أشفق عليّ، من تعامله مع الطلاب ومن نظرته التي عرفت من خلالها أنه يريد أن يمسك بيدي، استعطت أن أمسك بيده، لم أنس لحظة من لحظاته وهو يحاول أن ينجدني بما يستطيع، فكنت أخرج معه دائما، فهو شاب مرح فيه سمات الصلاح والشباب (أي: أنه داعية)

أحببته كثيرا، ولكن خجلي كان يدفعني إلى الهروبَ منه، إلى أن تأقلمت معه

وفي يوم من الأيام أخذ مني هاتفي النقال (الجوال)، ووضع لي فيه مقاطع صوتية .. أناشيد ومواعظ وغيرها، وكان قد رقمها (المقاطع) دون أن يعنونها، وطلب مني أن أعنونهم أنا بنفسي بعد أن أسمع كل مقطع، ففعلت وأنا لا أدري ما السر من ذلك؟!

وفي يوم من الأيام وأنا استمع إلى بعض الصوتيات الوعظية، إذ سمعت قصة كان يرويها الشيخ الصاوي، كنت أستمع وبكل تمعن ...

.. وفجأة .. يا الله

ما هذا الشعور الذي أنا فيه، كانت هي السبب بعد الله في هدايتي، والذي صُعقت منه أكثر وزاد بي الأثر والتأثر نهاية القصة، التي انتهت بصوت الشيخ ياسر الدوسري وهو يقرأ من كتاب الله تعالى: {وجآءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد وجآءت كل نفس معها سائق وشهيد لقد كنت في غفلة من أمرنا هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد}

يا الله وكأني لأول مرةٍ أسمعها .. ! مع أني أحفظها

ولكني في هذه المرة سمعتها بقلبي لا بأذني، وعدت إلى الله تائبا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير