تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[همبريالي]ــــــــ[20 - 03 - 2010, 02:48 م]ـ

مشكورة على ما تبذلين من جهد طيب .. درر والله ما تخرجين ..

نتابع بكل اهتمام.

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[26 - 03 - 2010, 12:15 ص]ـ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... أما بعد:

الأستاذ الفاضل: همبريالي

جزاك الله خيرا على المتابعة الكريمة، وأحسن الله إليكم.

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[26 - 03 - 2010, 12:19 ص]ـ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... أما بعد:

قصة الهداية والبحث عن السعادة

ككل الناس كنت أبحث عن الحياة الطيبة، وكنت أظنها فيما يعتقده الكثير، أنها في الحصول على أشياء معينة، كالمال والشهرة وغيرهما مما يطمح إليه غالبية البشر، فسعيت للحصول على ذلك، فوجدت نفسي وأنا صغير السن في بيئة المشاهير من خلال الإذاعة والتلفزيون، حيث بدأت أشارك في برامج الأطفال، وكان بيتنا في مدينة الرباط بالمغرب قريبا جدا من مبنى الإذاعة والتلفزيون، فبرزت في برامج الأطفال من خلال مشاركاتي في التمثيليات وأناشيد الأطفال التي كانت تتسم بالبراءة والفطرة وتشتمل على حِكَمٍ ومواعظ، كان ذلك في بداية الستينيات، ثم بدأت تدريجيا الابتعاد عن البراءة والفطرة، عندما استخدمونا ونحن أطفال صغار لمشاركة الكبار سنا في تسجيل الأغاني بالإذاعة والتلفزيون وعلى المسارح، وبحكم تأثير البيئة ....

بدأت أهتم بهذا الميدان الذي وجدت نفسي فيه، إلى أن شاركت في مسابقة تلفزيونية للأصوات الناشئة (كما يقولون) وكان ذلك من خلال برنامج كان يذاع على الهواء مباشرة اسمه (خميس الحظ) فبدأت الجرائد تكتب عني مشجعة كي أستمر في ميدان الغناء، وكان عمري آنذاك لم يتجاوز الخامسة عشر، ثم كانت لي مشاركات من خلال برامج أخرى تلفزيونية هذا وأنا طالب أتابع دراستي، إلى أن التحقت كمحترف بالفرقة الوطنية في المغرب، وأصبحت أشارك أشهر المغنيين مثل عبد الوهاب الدكالي وعبد الحليم حافظ الَّذَيْنِ أصبحا فيما بعد من أكبر أصدقائي، وفي الوقت نفسه كنت أشارك فرقة التمثيل الوطنية بالإذاعة حتى برزت في ميدان التمثيل وأصبحت أتقمص أدوارا رئيسية، ثم بدأت أُعِدُّ وأقدم برامج إذاعية وتلفزيونية، التي أصبحت من أشهر البرامج وأنجحها عند الجمهور، بالإضافة إلى أني كنت أقدم النشرات الإخبارية في الإذاعة والتلفزيون مع أنشطة أخرى في ميدان الإعلام كالكتابة والتلحين والإخراج الإذاعي وغيرها. كل هذا كان بحثا عن السعادة التي لم أجدها في ذلك الميدان المليء بالهموم والمشاكل والأحقاد، رغم أن علاقاتي كانت جيدة مع الجميع، بل كنت أحب جميع زملائي ويحبونني، إلا من كانوا يحسدونني على ما كنت ألاقي من نجاح (في نظرهم)!! ومما كان يميزني في المجتمع الذي كنت أعيش فيه، أنه كانت لي صداقات وعلاقات وطيدة مع كبار المسؤولين في الحكومة المغربية، حيث كان من جملة أصدقائي رئيس وزراء المغرب آنذاك (المعطي بوعبيد رحمه الله) الذي كنا نتبادل الزيارات تقريبا يوميا، ويسمونه في المغرب (وزير أول)، مما جعلني أتعرف عن قرب على حياة كبار المسؤولين وأشهر الفنانين، الذين كان أغلبهم قد حُرِمَ السعادة التي كنت أبحث عنها، فبدأت أتساءل ....

ما هي السعادة؟ ومن هم السعداء؟ في الوقت الذي كان يعتقد فيه الكثير من الناس أننا نعيش في سعادة نُحسد عليها، وكانت الجرائد والمجلات تكتب عني وعن (أنشطتي) باستمرار، وتُجرِي معي مقابلات صحفية بين الفينة والأخرى، إلى أن طُرح علي سؤال ذات يوم في إحدى المقابلات من طرف صحافي كان يتتبع أخباري باهتمام بالغ واسمه (بوشعيب الضبَّار)، وكان السؤال هو: هل يطابق الاسم المسمى؟ أي، هل أنت سعيد في حياتك الفنية والخاصة؟ وكان جوابي: أنا س ع ي (سعيـ) ولازال ينقصني – د – وأنا في بحث عنه، وعندما أجده سأخبرك. كان ذلك في سنة 1974 م. بما أني لم أجد السعادة في ميدان الفن والإعلام الذي كنت أعيش فيه، قلت في نفسي: بما أن لفظ السعادة موجود، لابد أن يكون الإحساس بها موجودا، فقررت أن أستغل برامجي الإذاعية التي كانت ناجحة، للبحث عن السعادة المفقودة. فخصصت لذلك حلقات جمعت فيها نظريات وآراء الكثير من المفكرين والأدباء والفلاسفة حول السعادة، كما أني أدرجت في البرنامج آراء الكثير من المستمعين من مختلف شرائح المجتمع حول هذا الموضوع، وقلت في نهاية البرنامج معلقا على هذه الآراء: لقد طلبت آراء في السعادة، فحدثوني عن كل شيء إلا عن السعادة، حدثوني عن أحاسيس تنتاب الإنسان لفترة معينة ثم تزول، ويبقى السؤال مطروحا، ما هي السعادة؟

وأين هم السعداء؟ بعد هذا قلت في نفسي: ربما لم يقع اختياري إلا على الأشقياء الذين اطَّلعت على آرائهم ونظرياتهم، فقررت أن أفسح المجال لكل المستمعين في برنامج إذاعي على الهواء مباشرة، لكي يعبروا عن آرائهم حول السعادة. مع العلم أن الاستماع إلى الإذاعة كان في ذلك الوقت أكثر من مشاهدة التلفزيون، بالإضافة إلى أنه لم تكن هناك قنوات فضائية، وكانت المحطات المحلية تبث برامجها في ساعات معينة. فتلقيت آراء المستمعين حول السعادة، فوجدتها آراء متشابهة، بألفاظ مختلفة، وقلت في آخر البرنامج المباشر ما سبق أن قلته في الحلقات الماضية: لقد طلبت آراء في السعادة، فحدثوني عن كل شيء إلا عن السعادة، حدثوني عن أحاسيس تنتاب الإنسان لفترة معينة ثم تزول، ويبقى السؤال مطروحا، ما هي السعادة؟ وأين هم السعداء؟

يتبع ... المصدر: موقع صيد الفؤائد.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير