تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[26 - 03 - 2010, 12:22 ص]ـ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... أما بعد:

تابع قصة الهداية، والبحث عن السعادة َ

بعد ذلك قلت في نفسي: لقد بحثت عن السعادة في كل مكان، ودخلت جميع البيوت دون استئذان (من خلال الإذاعة والتلفزيون) فلم أجد من يدلني على السعادة!! إذن السعادة ليست موجودة في المغرب!! (ذلك ما كنت أعتقد في ذلك الوقت، وإلا فالمغرب مليء بالسعداء الذين عرفتهم فيما بعد، وسأتحدث عنهم لاحقا). فقررت أن أبحث عن السعادة خارج المغرب، وكانت أوروبا أقرب (سراب) إلى المغرب سافرت إليها في سنة 1977م باحثا عن السعادة، فازداد شقائي هناك، لأنني لم أغير البيئة، أي من بيئة شر إلى بيئة خير، بل غيرت فقط الموقع الجغرافي. رجعت في نفس السنة إلى المغرب وإلى ميدان الإذاعة والتلفزيون والفن، وأنا غير راض عن نفسي، ولكني كنت مضطرا لأنه لم يكن لدي بديل، ولم أجد آنذاك طريق السعادة. وفي تلك السنة توفي عبد الحليم حافظ الذي كان لي صديقا حميما، فتأثرت بوفاته وخصوصا وأنه كان يحكي لي في جلسات خاصة همومه ومشاكله ومعاناته، فكنت أخاطب نفسي قائلا: يا سعيد: لو تستمر في ميدان الغناء، أقصى ما يمكن أن تصل إليه أن تكون مثل عبد الحليم، أتتمنى أن تكون مثله في التعاسة والشقاء؟ وكنت أتساءل مع نفسي، لو جمعت الأموال الكثيرة وترقيت في أعلى المناصب، أقصى ما يمكن أن أصل إليه أن أكون مثل فلان أو فلان الذين كانوا أصدقائي وكنت أعرف حياتهم الخاصة، وأعرف همومهم ومشاكلهم ومعاناتهم، لقد كنت شقيا وكانوا أشقياء، ولكني كنت أقل شقاء منهم، لأن بعضهم كان لا يستطيع أن يأكل وكنت أستطيع أن آكل، وكان لا يستطيع أن يتزوج النساء وأنا أستطيع ذلك. إذن معنى هذا أن الترقي في هذه المجالات، هو تَرَقٍ في الشقاء!!

ولكن كان علي أن أستمر في البحث إلى أن أجد السعادة المنشودة، وأن أبقى في ميدان الفن والإذاعة والتلفزيون إلى أن أجد البديل. واصلت نشاطي في هذا الميدان أُعد وأقدم البرامج، أُلحن وأغني وأكتب وأُقدم السهرات الفنية بالتلفزيون، إلى سنة 1981م حيث زاد الشقاء وأحسست بضيق جعلني أُغادر المغرب مرة أخرى في البحث عن السعادة، ولكن إلى أين؟ نحو نفس السراب الذي توجهت إليه سابقا: أوروبا. وهناك زاد الشقاء مرة أخرى، فرجعت إلى المغرب، ومن أجل التغيير فقط، التحقت بإذاعة دولية في مدينة طنجة شمال المغرب، اسمها: إذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية (ميدي 1) التي أصبحت من (نجومها) وكنت في الوقت نفسه أغني وأشارك في الحفلات والسهرات، فزادت الشهرة وزاد المال وزاد الشقاء!! فبدأت أتساءل مع نفسي، لماذا أعيش في هذه الدنيا؟ هل لآكل وأشرب وأنام وأشتغل حتى أموت؟ إذا كانت حياة كهذه ونهايتها موت، فلا معنى لها ولا مبرر!! وإذا كنت في انتظار الموت الذي سيضع حدا لهذا الشقاء، لماذا أبقى في انتظاره؟ لماذا لا أعجل به وأموت الآن؟ (كانت هذه وساوس من الشيطان للدعوة إلى الانتحار، وهذا الذي يحصل للكثير من المشاهير) ولم أكن أعلم أن موت الذين يعيشون على هذا الحال، ليس نهاية للشقاء، بل هو بداية الشقاء الحقيقي، والعذاب الأليم في نار جهنم والعياذ بالله. وأنا في صراع مع النفس والشيطان، كانت والدتي -رحمها الله- حريصة على هدايتي، ولكنها لم تجد الأذن الصاغية والقلب السليم الذي يتقبل دعوة الحق، وبالأحرى ما كنت أراه من تصرفات بعض المسلمين، كان يبعدني عن الدين، لأن لسان حالهم كان يعطي صورة مشوهة عن الإسلام، كما هو حال الكثير من المنتسبين للإسلام في هذا الزمان ويا للأسف.

فكنت أرى المسلمين بين تفريط وإفراط، بالإضافة إلى أن بعض المنتسبين للعلم، كانوا يقصرون في دعوتنا إلى الله، فكنت ألتقي مع بعضهم في مناسبات عديدة، فكانوا ينوهون بي وبأعمالي الإذاعية والتلفزيونية، ولا يسألون عن حالي، هل أصلي أم لا؟ بل كانوا يشجعونني على ما كنت عليه. فانتابني اليأس والقنوط، وبدأت أفكر في الوسيلة التي تريحني من هذا العناء، وتضع حدا لهذا الشقاء. وأنا على هذا الحال، وقع بين يدي كتاب باللغة الفرنسية عنوانه الانتحار:

يتبع ...

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[26 - 03 - 2010, 12:31 ص]ـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير