تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:

قصة الهداية والبحث عن السعادة

وقع بين يدي كتاب باللغة الفرنسية عنوانه الانتحار:) suicide) le لكاتب فرنسي، فقرأته، فإذا به جداول لإحصائيات للمنتحرين في الدول الأوروبية، مبينة تزايد هذه الانتحارات سنة عن سنة، وذَكر أن أكثر بلد يشهد الانتحارات هو السويد، الذي يوفر لمواطنيه كل ما يحتاجونه، ورغم ذلك فإن عدد الانتحارات في تزايد عندهم، حتى أصبح عندهم جسر سمي (جسر الانتحارات) لكثرة الذين كانوا يُلقون بأنفسهم من ذلك الجسر!! عندما قرأت عن حياة هؤلاء المنتحرين وجدت أن حياتي شبيهة بحياتهم، مع الفارق بيننا، أني كنت أؤمن أن هناك ربا في هذا الوجود، هو الخالق والمستحق للعبودية، ولكني لم أكن أعلم أن هذه العبودية لله هي التي تحقق سعادتي في هذه الدنيا، ناهيك عن الغفلة عن الآخرة وما ينتظرنا فيها.

في الوقت نفسه قرأت عن بعض المشاهير من الغرب الذين أسلموا وتغيرت حياتهم رأسا على عقب، وتركوا ما كانوا عليه قبل إسلامهم حيث وجدوا سعادتهم المنشودة في توحيد الله عز وجل وإفراده بالعبودية. ومن جملة هؤلاء، المغني البريطاني الشهير، كات ستيفنس، الذي أصبح اسمه، يوسف إسلام. اندهشت عندما رأيت صورته في إحدى المجلات وقد تغير شكله تماما، مع العلم أن الناس ينظرون إلى التغيير الظاهري، ولا يستطيعون أن يعرفوا التغيير الباطني والمشاعر التي يحسها الذي شرح الله صدره للإسلام. عندما سافرت آخر مرة إلى أوروبا، كان قد رافقني أخ لي يكبرني بسنة وأربعة أشهر،والذي بقي في هولندا بعد رجوعي إلى المغرب، فالتقى هناك بدعاة إلى الله كانوا يجوبون الشوارع والمقاهي والمحلات العمومية، يبحثون عن المسلمين الغافلين، ليذكروهم بدينهم ويدعونهم إلى الله تعالى، فتأثر بكلامهم، وصاحبهم إلى المسجد حيث كانت تقام الدروس وحلقات العلم، وبقي بصحبتهم إلى أن تغيرت حياته، وبلغني أن أخي جُنَّ وأطلق لحيته وأصبح ينتمي إلى منظمة خطيرة، نفس الإشاعات التي تُطلَق على كل من التزم بدين الله، بل هي سنة الله في الكون، أن يؤذى كل من أراد الدخول في زمرة المؤمنين، {الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)} [العنكبوت: 2].

عاد أخي بعد مدة بغير الوجه الذي ذهب به من المغرب، وقد حَسُنَ دينه وخُلقه، وبعد جهد جهيد من طرف أخي والدعاة إلى الله الذين كانت هداية أخي على أيديهم، وجهد ودعاء والدتي –رحمها الله- شرح الله صدري وعزمت على الإقلاع عما كنت عليه، وندمت على ما فرطت في جنب الله، وعزمت أن لا أعود إلى ذلك. فوجدت نفسي أعرف الكثير من المعلومات والثقافات، إلا عن الشيء الذي خلقت من أجله، والذي يحقق لي سعادة الدنيا والآخرة، وهو دين الله تعالى، فقررت أن أترك كل شيء لكي أتعلم ديني. فتفرغت لطلب العلم والدعوة إلى الله، فوجدت سعادتي المنشودة بفضل الله ومَنِّهِ، وأنا الآن سعيد والحمد لله، منذ أن سلكت هذا الطريق، وأسأل الله تعالى أن يثبتني عليه حتى ألقاه. غبت عن المغرب سنة وثلاثة أشهر لتعلم الدين والدعوة إلى الله في مجالس العلماء الربانيين، فخرجت بوجه، ورجعت بغير الوجه الذي خرجت به، وبعد رجوعي تصفحت قصاصات الجرائد والمجلات التي كانت تكتب عني، فوجدت السؤال الذي كان قد طُرح علي، وكان قد مرت عليه 12 سنة وهو: هل يطابق الاسم المسمى؟ أي، هل أنت سعيد في حياتك الفنية والخاصة؟ وكان جوابي: أنا س ع ي (سعيـ) ولازال ينقصني – د – وأنا في بحث عنه، وعندما أجده سأخبرك. كان ذلك في سنة 1974 م. فبعثت برسالة إلى الصحافي الذي كان قد طرح علي السؤال أقول فيها: سألتني في حوار بجريدة الكواليس بتاريخ كذا .. السؤال التالي:

وذكَّرته بالسؤال، وكان جوابي هو التالي: وذكَّرته بالجواب، ثم قلت له: وبما أني وعدتك بأن أخبرك بمجرد ما أجد – د – فقد وجدته وأنا الآن سعيد، وجدته في الدين والدعوة.

المصدر: من موقع صيد الفوائد

رحمك الله يا شيخ سعيد الزياني فهذه هي قصة هدايته وتوبته / فلقد توفي في حادث سيارة، ولقد بكينا عليه بكاءً حارا، وهذه هي حال الدنيا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير