تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أمور كثيرة ... بدأتُ أعاني منها ... وأكْبَرُ منها ... أنه لا يصلي!!

وماذا يُرجَى من شخص لا يصلي؟

عشتُ في دوامة لا نهاية لها ... تقض مضجعي ... وفي قلق يسرق لذة نومي ... هاتفتُ بعض العلماء ...

ليست المشكلة بذاتي ... بل بفؤادي ... أبنائي ...

وعندما علمتُ خطورة الأمر ... وجوب طاعة الله ورسوله ...

اخترتُ الدار الآخرة ... وجنةً عرضها السماوات والأرض على دنيا زائفة وحياة فانية ... وطلبتُ الطلاق ...

كلمةٌ مريرة على كل امرأة ... تصيب مقتلاً ... وترمي بسهم ...

ولكن انشرح لها قلبي ... وبرأ بها جرحي ... وهدأت معها نفسي ... طاعةً لله وقربةً ...

أمسح بها ذنوب سنوات مضت ... وأغسل بها أرداناً سلفت

ابتُليتُ في نفسي ... وفي أبنائي ..

أحاول أن أنساهم لبعض الوقت ولكن ... تذكرني دمعتي بهم

قال لي أحد أقربائي ... إذا لم يأت بهم قريباً ... فالولاية شرعاً لكِ ... لأنه لا ولاية لكافر على مسلم ... وهو كافر .... وأبناؤك مسلمون ....

تسليت بقصة يوسف وقلت .... ودمعة لا تفارق عيني ... ومن لي بصبر أبيه ...

في صباحٍ بدد الحزن ضوءَه ... طال ليلُه ... ونزف جرحه .. لا بد أن أزور ابنتي في مدرستها

لم أعد أحتمل فراقها ... جذوة في قلبي تحرقه ... لا بد أن أراها ... خشيت أن يذهب عقلي من شدة لهفي عليها ...

عاهدت نفسي أن لا أُظهر عواطفي ... ولا أُبيّن مشاعري ... بل سأكون صامدة ... ولكن أين الصمود ... وأنا أحمل الحلوى في حقيبتي!!

جاوزتُ باب المدرسة متجهة إلى الداخل ...

لم يهدأ قلبي من الخفقان .. ولم تستقر عيني في مكان .... يمنة ويسرة أبحث عن ابنتي ...

وعندما أهويتُ على كرسي بجوار المديرة ... استعدت قوتي ... مسحت عرقاً يسيل على وجنتي ...

ارتعاشٌ بأطراف أصابعي لا يُقاوَم ... أخفيتُه خلف حقيبتي ... أنفاسي تعلو وتنخفض ...

لساني التصق بفمي ... وشعرت بعطش شديد ...

في جو أترقب فيه رؤية من أحب ... تحدثتْ المديرة ... بسعة صدر ... وراحة بال ....

أثنت على ابنتي ... وحفظها للقرآن ... طال الحديث ... وأنا مستمعة!!

وقفتُ في وجه المديرة ... وهي تتحدث .. أريد أن أرى ابنتي ... فأنا مكلومة الفؤاد مجروحة القلب ....

فُتح الباب ...

وأقبلَت ... كإطلالة قمر يتعثر في سُحب السماء ...

غُشي على عيني ... وأرسلتُ دمعي ...

ظهر ضعفي أمام المديرة ... حتى ارتفع صوتي.

ولكني سمعت صوتاً حبيباً ... كل ليلةٍ يؤانسني ... وفي كل شدة يثبتني ...

اصبري .. لا تجزعي .. هذا ابتلاء من الله ليرى صدق توبتك ... لن يضيعكِ الله أبداً ... من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ...

أُخيتي ... الفتنة هي الفتنة في الدين

كففتُ دمعي ... واريتُ جرحي ... بثثت حزني إلى الله ...

خرجتُ ... وأنا ألوم نفسي ... لماذا أتيت ... ؟!

والأيام تمر بطيئة ... والساعات بالحزن مليئة

أتحسس أخبارهم ... أسأل عن أحوالهم؟!

ستة أشهر مضت ... قاسيتُ فيها ألم الفراق وذقت حلاوة الصبر ..

الباب .. يُطرَق ....

ومن يطرق الباب في عصر هذا اليوم .. إنهم فلذات كبدي لقد أتى بهم .. تزوج وأراد الخلاص

مرت ليلتان ... عيني لم تشبع من رؤيتهم ... أذني لم تسمع أعذب من أصواتهم ...

تتابعت قبلاتي لهم تتابعَ حبات المطر تلامس أرض الروض

علمت أن الله استجاب دعوتي ... وردّهم إليّ

ولكن بقي أمر أكبر ... إنه تربيتهم

عُدت أتذكر يوم صحوتي ... وأبحث عن ذاك الشريط

حمدت الله على التوبة ...

تجاوزت النفق المظلم ... صبرت على الابتلاء

وأسأل الله الثبات

الثبات ...

المصدر / من موقع يا فتاة

ـ[همبريالي]ــــــــ[28 - 03 - 2010, 02:56 ص]ـ

اللهم اهدنا فيمن هديت , وعافنا في من عافيت وقنا واصرف عنا شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك تباركت ربنا وتعاليت

جزاك الله خيرا أيتها المتفائلة

ـ[محمد الفارسي]ــــــــ[28 - 03 - 2010, 03:44 م]ـ

جزاك الباريء الجنة اختي الكريمة ودام لنا قلمك النابض

متابع بصمت

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[28 - 03 - 2010, 09:54 م]ـ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... أما بعد:

الأستاذ الفاضل: هبريالي

والأستاذ الفاضل: محمد الفارسي

جزاكما الله خيرا على هذه المتابعة الكريمة، وبارك الله فيكما على هذا الدعاء الطيب، وأحسن الله إليكما.

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[28 - 03 - 2010, 10:08 م]ـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير