تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لم يقل قوم كذابون؛ بل قال: كذابين: لقد استعار المعنى وحذف القوم لتحقيرهم

فكأن الكذب تجسد بشخصيتهم وأصبح الكذب الأغلب (وإن لأحدكم ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا)

وما أحقرها من صفة: صفة الكذب!!!

فكيف عندما يكذب المرء على ضيفه

ولا يكتفي بهذا؛ بل لا يقري الضيف

وإكرام الضيف واجب

ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه

نعم قالها رسول البشرية

ما في الناس مثل رجل آخذ بعنان فرسه فيجاهد في سبيل الله، ويجتنب شرور الناس. ومثل رجل باد في غنمه، يقري ضيفه، ويؤدي حقه

وعزّ الله حاتم الطائي:

وإني لعبد الضيف مادام ثاوياً***** ومافي إلا تلك من شيمة العبد

والأسوأ منعه من السفر لكي لا يفضح المضيف

والأشد سوءا ما اكمل به المتنبي قوله:

جوعان يأكل من زادي ويمسكني

لكي يقال عظيم القدر مقصود

وما حصار غزة عنا ببعيد

أنظمة جائعة خاوية من المباديء مستسلمة لأعدائها

تأكل من جنى القضية الفلسطينية وتأخذ مقابل إستضافتهم الملايين

وبها هيئات دولية لإغائة الفلسطينيين فهي تستفيد من وجودهم وتأكل وتطعم ذئابها من المساعدات التي تاتي للفلسطينيين

وفوق كل هذا (يأكل من زادي ويمسكني) تحرمهم الأوراق الثبوتية بحجة الحفاظ على صمودهم!!!

تمنعهم من العيش بكرامة حفاظا على صمودهم

تنكل بهم وتسلبهم حقوقهم المشروعة دينيا وإنسانيا؛ حفاظا على صمودهم

تجعل رسم الورقة الثبوتية عشرة اضعاف المواطن العادي؛ حفاظا على صمودهم

(لكي يقال عظيم القدر مقصود)!!!!!

يتبجحون في المحافل الدولية بأنهم يستضيفون الفلسطينيين المهجّرين

وأنهم أحرص الناس على هذه القضية

وأنهم يستحقون المكانة العالية الرفيعة لما يبذلونه في سبيل القضية الفلسطينية

ما كنت أحسبني أحيا إلى زمن

يسيء بي فيه عبد وهو محمود

ولكني عشت إلى هذا الزمن؛ زمن الرويبضة

فأصبحت:

لم يترك الدهر من قلبي ولا كبدي

شيئاً تتيمه عين ولا جيد

ولكن عذري

وذاك أن الفحول البيض عاجزة

عن الجميل فكيف الخصية السود

زمن يصدق فيه الكاذب ويكذّب فيه الصادق

زمن يؤتمن فيه الخائن ويخوّن فيه الأمين

زمن يصبح الحليم فيه حيرانا

.

.

ـ[أحاول أن]ــــــــ[16 - 04 - 2010, 03:39 م]ـ

أهلا بك أستاذ أبا يوسف في الفصيح ..

يبدو أن العنوان أوحي " بتسييس " قصائد المتنبي! فجاء ردكم نفثة حارة أقدرها بصدق وأقدر دوافعها ولكني أتحفظ على بعض ما جاء فيها ..

وقوفكم على دالية المتنبي " المكتئب وقتها " يدل على علو فهمكم رعاكم الله ..

مرة أخرى حياك الله في الفصيح ..

ـ[الباز]ــــــــ[26 - 04 - 2010, 11:55 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ظهر لي من خلال مداخلتكم أن راية أبي فراس كانت أكثر شموخا

من راية المتنبي مما زاد حظوة هذا الشاعر عندي ..

لا أبالغ إن قلت: لو طال عمر أبي فراس قليلا لكان أشعر الناس

على مر العصور فقد تخطفه الموت شابا و مع ذلك فقد ترك لنا ديوانا

رائعا أغلب قصائده من الخرائد ..

من أهم ما لحظته في شعر أبي فراس هو السلاسة و السهولة الممتنعة

و خلوه كليا من الغريب و النافر من الألفاظ حتى أن أي عربي اليوم مهما كان

مستواه في العربية - وبعد ألف سنة من وفاة أبي فراس- يستطيع فهم

شعره دون الرجوع إلى المعاجم، فكأن لغته هي نفس لغتنا الفصحى التي

نعرفها اليوم دون أي اختلاف يذكر ..

كما لحظت أنه يشد قارئه و يجعله يعيش التجربة الشعرية و كأنه صاحبها،

إضافة إلى حلاوة شعره بانسيابيته على اللسان كالدهان -على رأي الجاحظ- ..

شاعرنا شاعر متمرد قوي شجاع و ذو أنفة و عزة طافحة تظهر جلية

في شعره حتى أنه و هو في الأسر يواجه أعداءه بما يغيظهم دون وجل

أو تفكير في العواقب و لا غرو في ذلك، أليس هو القائل:

إِذا شِئتَُ جاهَرتُُ العَدُوََّّ وَلَم أَبِت ... أُقَلِّبُ فِكري في وُجوهِ المَكائِدِ

صَبورٌ وَلو لَم تَبقَ مِنّي بَقِيَّةٌ**قَؤولٌ وَلَو أَنَّ السُيوفَ جَوابُ

وأذكر هنا رده على الدمستق -وهو في الأسر- يوم قال له: 'إنما العرب كتاب لا يعرفون الحرب' ..

أَتَزعَمُ ياضَخمَ اللَغاديدِ أَنَّنا**وَنَحنُ أُسودُ الحَربِ لانَعرِفُ الحَربا

فَوَيلَكَ مَن لِلحَربِ إِن لَم نَكُن لَها**وَمَن ذا الَّذي يُمسي وَيُضحي لَها تِربا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير