ويا أُمَّتا، صبرا فكل ملمَّة ... تجلى، على علاتها، وتزولُ
أما لك في ذات النطاقين أسوةٌ! ... بمكة والحرب العوان تجولُ
أراد ابنها أخذ الأمان، فلم تُجبْ ... وتعلمُ، علما، أنه لقتيل ُ
تأسَّي! كفاك الله ما تحذرينه ... فقد غال هذا الناس، قبلك، غولُ
حق لها أن تبكي مثله!
فأي الصفات الحسنة غابت عنه؟ ولكن قدر الله وما شاء فعل، وبات جديرا به أن يعيد تصدير هذه المواساة إلى ذاته؛ فقد رحلت قبله!
رحلت لتختبر الصبر في أعلى درجات توهجه وغليانه ..
رحلت فكان غيابها النصل الأعمق توغلا، والأعنف تمزيقا، لم ينتزع منه إلا بصعود روحه بعدها ببضع سنين ..
رثاها بحب صادق لا فخر فيه ولا مديح، يليق بحبه للتي كانت أبا وأما وصديقا ..
أيا أم الأسير سقاك غيثٌ .. بكره منك ما لقي الأسيرُ!!!
الجزء الآخر من الخارطة: تقبل الأقدار, والتكيف مع المكتوب، تكيف المؤمن الذي يوقن أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه .. إنه الرضا والتسليم لقضاء الله وقدره، وصدق التوكل عليه سبحانه، وحسن الظن بعفوه ومغفرته ..
ومن لم يوقّ الله فهو ممزق ٌ ... ومن لم يعز اللهُ فهو ذليلُ
ومن لم يُرده الله في الأمر كله ... فليس لمخلوق إليه سبيل ُ
وإن هو لم يدللك في كل مسلك ... ضللتَ، ولو أن السماك دليلُ!
إذا ما وقاك الله أمرا تخافه ... فما لك مما تتقيه مقيلُ
وإن هو لم ينصرك لم تلق ناصرا ... وإن جل أنصار وعز قبيلُ
وإنَّ رجائيه وظني بفضله ... –على قُبحِ ما قدمته – لَجميلُ!!!
يقال: إنه ردد هذه الأبيات بعد إصابته القاتلة فاللهم اجعلها شاهدة له، اللهم و تجاوز عنه واغفر له وارحمه ووالديه ووالدينا والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات ..
ختاما , يقول:
وقد علمت أمِّي بأن منيتي ... بحدّ سنانٍ أو بحد قضيبِ
رضيتُ لنفسي " كان غير موفق " .. ولم ترض نفسي " كان غير نجيبِ"
وأنا أشهد- وهو في غنى - أنه فارسٌ شاعرٌ نجيبٌ موفق!
ـ[الباز]ــــــــ[13 - 04 - 2010, 04:06 ص]ـ
شكرا للأخت الفاضلة أحاول أن
دراسة رائعة و موضوع رائق ..
أعتذر على مروري السريع
و لي عودة إن شاء الله ..
مع أنك لم تتركي لنا مجالا للزيادة إلا أنه لا يمكن
أن يمر علي حديث عن أبي فراس دون أن أدلي
بدلوي معكم فيه ..
شكرا جزيلا
ـ[أحاول أن]ــــــــ[13 - 04 - 2010, 04:56 ص]ـ
شكر الله أستاذنا ..
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[14 - 04 - 2010, 12:03 ص]ـ
أردتّ بعد قراءتي لراية أبي فراس قبل أيام ـ و كان الموضوع مثبَتًا ـ أن أكتب:
(لن أقول: للرفع؛ لأنه مرتفعٌ ارتفاع هذه الرايات المشرقة ببياض الحكمة، و بوضوح رؤية الناقدة التي رفعتها، و تمكّن قلمها!).
و ها إنّي أرفعها (الراية)؛ إلى أنْ أعود للرايتين معًا ـ إن شاء الله تعالى ـ بحديثٍ عن تلك الأطياف التي يرسلها البياض! فالألوان، و إن تعددت؛ فهي مدينةٌ له، موصولة به.
إنّ النص الأدبي الذي لا تتعدّد زوايا الرؤية ـ فيه، و إليه ـ نصٌ لا إشراق فيه، و لا شعاع له!
ـ[أحاول أن]ــــــــ[15 - 04 - 2010, 04:56 ص]ـ
رفع المولى درجاتكم في الدارين ..
يكفي تلك الأسطر أن تُعلَق وقتا يسيرا أمام قارئها - وإن لم يُعلِق - ..
أما البياض والطيف فكلاهما منتشر شفاف لم يكن ليُرى، لولا هطول الغيث!
سرك الله بما تحب يا دكتور علي، ودامت بِيضاً صنائعُكم، خضرا مرابعُكم ..
ـ[أبو يوسف صبح]ــــــــ[15 - 04 - 2010, 09:47 م]ـ
رائع ما أتحفتمونا به إخواني الأفاضل من عيون الشعر وشيخ الشعراء المتنبي؛ فلا يكاد يخلو غرض شعري من شعر المتنبي فهو شاعر لكل المناسبات؛ ولقد تراجعت عدة مرات عن الكتابة فمكاني لا يرق إلى سموكم ولكن في النفس حسرة
يقول المتنبي:-
إني نزلت بكذابين ضيفهم ... عن القرى وعن الترحال محدود
هل كان المتنبي فلسطينيا ويصف حال الفلسطينيين أينما حلوا او ارتحلوا أو هجّروا!!!!
أم كان ينطق بلساني!!!!
وهل الأنظمة العربية والكيانات المستعمرة كناهم المتنبي بكافور الأخشيدي العبد الآبق
(إني نزلت بكذابين)
يوهموك بأنهم أعرف منك بمصلحتك وبقضيتك وهم يحملون أفؤسا لاجتثاثك واجتثاث قضيتك؛
قوم كذابون؛ لم يقل كاذبون؛ بل قال: كذّابون: مبالغة بكذبهم
¥