ـ[عامر مشيش]ــــــــ[16 - 08 - 2010, 12:44 ص]ـ
غازي، في ذمّة الله ..
وكان كشمعةٍ .. أعطت .. وأعطت إلى أن ضمّه قدر الشموعِ
عظم الله أجرنا وأجرك أخي السراج
كان رحمه الله مثالا للصادق المخلص النزيه في زمن ندر فيه الصدق والإخلاص وندرت فيه النزاهة
قال رحمه الله:
ويا بلادا نذرت العمر زهرته ... لعزها ـ دمتِ ـ إني حان إبحاري
فصدقت قوله أرجاء المملكة من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب
كنا نستأنس في هذه الصفحة وهو حي، واليوم قدم على الرب الغفور الرحيم، فنسأل الله تعالى أن يتقبله برحمته ومغفرته.
ومن شعره في دعائه ربه:
يا عالم الغيب ذنبي أنت تعلمه ... وأنت تعلم إعلاني وإسراري
وأنت أدرى بإيمان مننت به ... عليّ ما خدشته كل أوزاري
أحببت لقياك حسن الظن يشفع لي .. أيرتجى العفو إلا عند غفار
فلقي ربه الغفار بعد خمس سنوات.
وقال رحمه الله:
قصدتك، يا ربّاه، والأفقُ أغبرٌ ... وفوقيَ من بلوايَ قاصمة الظهرِ
قصدتك، يا ربّاه، والعمرُ روضةٌ ... مُروَّعة الأطيار، واجمة الزهرِ
أجرُّ من الآلام ما لا يطيقه ... سوى مؤمنٍ يعلو بأجنحة الصبرِ
ولم أخشَ، يا ربّاه، موتاً يحيط بي ... ولكنني أخشى حسابك في الحشرِ
وما حدثتني بالفرار عزيمتي ... وكم حدثتني بالفرار من الوِزرِ
إليك، عظيم العفو، أشكو مواجعي ... بدمع على مرأى الخلائق لا يجري
اللهم اغفر له وارحمه.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[16 - 08 - 2010, 01:22 ص]ـ
.
رحم الله غازي القصيبي وغفر له وأسكنه فسيح جناته ..
أهو من قرية قصيبة في القصيم؟
حقا قصائد رائعة.
بارك الله فيكم جميعا ... وشكر خاص للسراج صاحب الموضوع.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[16 - 08 - 2010, 01:36 ص]ـ
رحمه الله وغفر له
ولد في الهفوف في الأحساء
وهذا موجز ممتع لسيرته كتبه رباح القويعي في جريدة شمس 2006
في بيئة "مشبعة بالكآبة"، كما يصفها محور هذه السيرة، كانت ولادته، التي وافقت اليوم الثاني من شهر مارس عام 1940، ذلك الجو الكئيب كانت له مسبباته، فبعد تسعة أشهر من ولادة (غازي) توفيت والدته، وقبل ولادته بقليل كان جده لوالدته قد توفي أيضا، وإلى جانب هذا كله كان بلا أقران أو أطفال بعمره يؤنسونه. في ذلك الجو، يقول غازي، "ترعرعت متأرجحا بين قطبين أولهما أبي وكان يتسم بالشدة والصرامة (كان الخروج إلى الشارع محرّما على سبيل المثال)، وثانيهما جدتي لأمي، وكانت تتصف بالحنان المفرط والشفقة المتناهية على (الصغير اليتيم) ". ولكن، لم يكن لوجود هذين المعسكرين، في حياة غازي الطفل، تأثير سلبي كما قد يُتوقع، بل خرج من ذلك المأزق بمبدأ إداري يجزم بأن "السلطة بلا حزم، تؤدي إلى تسيب خطر، وأن الحزم، بلا رحمة، يؤدي إلى طغيان أشد خطورة", هذا المبدأ، الذي عايشه غازي الطفل، طبقه غازي المدير وغازي الوزير وغازي السفير أيضا، فكان على ما يبدو، سببا في نجاحاته المتواصلة في المجال الإداري. إلا أننا لا ندري بالضبط، ماذا كان أثر تلك النشأة لدى غازي الأديب.
على أي حال، لم يستمر جو الكآبة ذاك، ولم تستبد به العزلة طويلاً، بل ساعدته المدرسة على أن يتحرر من تلك الصبغة التي نشأ بها، ليجد نفسه مع الدراسة، بين أصدقاء متعددون ووسط صحبة جميلة.
في المنامة, كانت بداية مشواره الدراسي، حتى أنهى الثانوية، ثم حزم حقائبه نحو مصر، وإلى القاهرة بالتحديد، وفي جامعتها انتظم في كلية الحقوق، وبعد أن أنهى فترة الدراسة هناك، والتي يصفها بأنها "غنية بلا حدود" - ويبدو أنها كذلك بالفعل إذ (يُقال) أن رواية "شقة الحرية" التي كتبها، والتي كانت هي الأخرى غنية بلا حدود، تحكي التجربة الواقعية لغازي أثناء دراسته في القاهرة -.
بعد ذلك، عاد إلى السعودية يحمل معه شهادة البكالوريوس في القانون، وكان في تخطيطه أن يواصل دراسته في الخارج، وأصرّ على ذلك رغم العروض الوظيفية الحكومية التي وصلته، وكان أهمّها عرضا يكون بموجبه مديرا عاما للإدارة القانونية في وزارة البترول والثروة المعدنية والتي كان يحمل حقيبتها آنذاك عبد الله الطريقي، إلا أنه رفضه مقدما طموح مواصلة الدراسة على ما سواه. وكان أباه حينها قد عرض عليه الدخول في التجارة، معه ومع إخوته، إلا أنه اعتذر من أبيه عن ذلك أيضا، فما كان من الأب "شديد الاحترام لاستقلال أولاده" كما يصفه ابنه، إلا أن
¥