تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

رابعاً لأن ألفاظها تختلف بين الفخامة والرقة بحيث يستطيع العربي أن يختار لكل مقام من الألفاظ ما يناسبه، الخ.

خامساً لو قابلت كثيراً من مفرداتها بمثلها في لغات أخرى لظهر لك أنها أنسب للمعنى وأبين للفكر وأطوع لإظهار أعمق التأثرات. فلفظة "لا" النافية أنسب من كل أدوات النفي في أي لغة كانت إذ يسهل معها مد الصوت، والصفات فيها التي تجيء على وزن فاعل مثل واسع وغافر وطاهر وكامل، أو على وزن فعيل أو فعول مثل كبير، عظيم، عليم، سميع أو صبور، غفور، شكور، أطوع للتعبير عن أعمق التأثرات لما فيها من الحركات الطويلة، الخ. وكلمة "حق" بحائها وقافها المشدّدة العميقة لا تعادلها كلمة أخرى من أي لغة في الدلالة على معناها، ولا بد أن الناطق بهذه اللفظة يشعر بالحق أكثر من غيره، وليس ذلك فقط بل لها تأثير في السامع بحيث تصل إلى أعماق قلبه وتحدث في نفسه هزة. وكلمة "حب" لا تعادلها كلمة أخرى في جمالها وقوتها، بل هذه اللفظة تكاد تشم منها رائحة الحب لأنها تخرج من أعماق القلب مصحوبة بنفس الحب، وحق العرب أن يفاخروا بهذه الكلمة لأنها تدل على أن الحب عندهم من القلب وليس من الشفاه. وليس أجمل من ضم هذه الحاء وإطباق الشفتين على بائها المشدّدة مما يستشف منه الحزم والثبات. وكلمة "مرحباً" هذه اللفظة الجميلة بميمها ورائها وحائها وبائها وتنوينها وحركات الفتح فيها كأنها قطعة موسيقية يتبادلها الناس. سادساً إذا نظرنا في اللغة العربية من جهة الحركات لرأينا لها مزية على غيرها. حركاتها ثلاث: الضم والفتح والخفض، ومعلوم أن الضم أفخم الحركات والفتح أخفها والخفض أثقلها، فاللغة التي يكثر فيها صوت الكسر ثقيلة مستكرهة،

وإذا استقريت ألفاظ اللغة العربية ومواطن الضم والفتح والخفض الأعرابية فيها لرأيت الخفض أقلها والفتح أكثرها وهذا مما يكسبها جمالاً ورشاقة ويصدق معه القول إنها لغة شعرية".

ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[26 - 10 - 2003, 11:27 م]ـ

أحسنت يا أخية

مبحث قيم

جزاك الله خيرا

ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[26 - 01 - 2005, 02:36 م]ـ

زهرة عدنانية ... مرحبا بكِ أيتها الفاضلة ..

لك الشكر الجزيل على الموضوع الثري ..

لا سيما أنه يعدد محاسن حبيبتي ...

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير