المسجد الأقصى المبارك، الذي باركه الله وبارك حوله، هو أولى القبلتين، وثاني مسجد بني على وجه الأرض، وهو ثالث المساجد التي تشد إليها الرحال، وهو مَسرى رسول الله من المسجد الحرام، وهو مِعراجُه للسماوات العلى، وهو أرض المحشر والمنشر، وأهله أهل الصمود والرباط إلي يوم الدين، والصلاة فيه تعدل مئتين وخمسين صلاة فيما سواه كحد أدنى.
إذا كان لديك مشكلة في سماع أصوات ملفات الموقع إضغط هنا
خطبة يوم الجمعة من المسجد الأقصى 23 رمضان 1428 هجري وفق 05/ 10/2007م للشيخ يوسف أبو سنينة
موقع الشيخ خالد حسن المغربي - فلسطين - القدس
9 شارع إبن سينا - هاتف: 026282173 فاكس: 026280526 بلفون: 0523623683
القرآن الكريم
خطب الجمعة من الأقصى
دروس صوتية من الأقصى
شيوخ المسجد الأقصى
المواضيع
المطويات
أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم،
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، ملء السماوات وملء الأرض، حمداً كثيراً، عدد خلقه، وزنه عرشه، ومداد كلماته، حمداً طيباً كما ينبغي لجلال وجهه، وعظيم سلطانه
والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين، سيدنا محمد الصادق الآمين، المصطفى المختار، الذي إصطفاه الرحمن لإخراج العباد من عبادة العباد لعبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا لسعة الأخرة، ومن جور الأديان لعدل الإسلام، وعلى آله وصحبه الكرام وسلم
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، عليه توكلنا وإليه أنبنا وإليه المصير
أخي المسلم، تذكر أنك (مسلم) لأنك أسلمت نفسك لله عز وجل، أي أن نفسك ليس ملكك، ومالك ليس ملكك وبيتك ليس ملكك، فأنت وما تملك ملك لله عز وجل، وهذا يعني أيضاً أنه عليك أن تنفذ أوامر الله وأن لا تخاف بالله لومة لائم، ولا تخشى النتائج، فالهدف المنشود هو رضى الله ورحمته وجنته، وأذكرك أخي المسلم بأعلى الأعمال مرتبة عند الله (قول لا إله الا الله)، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إقامة الصلاة، العفو عمن أساء لك من المسلمين.
أخي المسلم، تذكر أن الزمن هو مخلوق من مخلوقات الله، له بداية وله نهاية، ونهاية الزمن هو الذبح، ذلك أنه عندما يخرج أخر أهل الجنة من النار ويدخل الجنة، يؤتى بالزمن على شكل كبش بين الجنة والنار، ويذبح، وينادي مناد في أهل الجنة ويقول (خلود ولا ممات)، وينادي مناد في أهل النار ويقول (خلود ولا ممات)، وهذا الزمن أخي المسلم له طول محدود دلنا عليه عز وجل في كتابه العزيز حيث يقول في سورة النحل - آية 77 (وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ)، أي أن الزمن كله من بدايته لنهايته عند الله (أقرب من لمح البصر)، فما بال حياتك يا إنسان، وما بال طول عمرك في هذا الزمن كم سيبلغ من لمحة البصر؟
ولله المثل الاعلى، فقد ضرب لنا الله الأمثال في أنفسنا ومن حولنا:-
المثل الأول:- إنظر لنفسك، واسأل نفسك (كم عمري؟)، ثم أسأل نفسك (كم كان طول هذه الفترة؟)، من المؤكد أنك ستجيب وتقول (كلمح البصر)، ثم إسأل نفسك السؤال التالي: (كم بقي من عمري؟ - هذا إذا كان لك بقية في العمر)، ثم قارن العلم المشهود الذي شهدته وإختبرته وعلمته عما مر من عمرك، قارنه مع ما سياتي، أيهما سيكون افضل، السابق أم الآتي، على فرض أنك تعلم أنه تبقى لك من العمر مثل الذي مر، فإنه لن يكون أفضل مما مر، وسيكون (كلمح البصر).
المثل الثاني:- لم يخلقنا عز وجل جميعاً على نفس الهيئة وبنفس العمر وبنفس القوة وبنفس الصورة، بل أنه عز وجل خلقنا من نطفة ثم صارت جنيناً في رحم الأم، ثم طفلا عمره يوم ثم عمره سنة ثم عمره 2 ثم عمره عشرة ثم عشرين ثم ثلاثين ثم ستين ثم في مرحلة ما (نموت)، أي أنك أخي المسلم عندما تنظر لمن حولك من الناس سترى (الطيف) كله من الناس، من الجنين وحتى ذلك الذي مات اليوم، أي أنك أخي المسلم بإمكانك أن ترى في اللحظة نفسها كيف كنت وأنت صغيراً وكيف أنت الآن وكيف ستصبح في يوم من الآيام، وكيف أنك ستموت في يوم من الأيام، وسبحان الذي قهر عباده بالموت.
والسؤال المهم هنا، إذا كانت هذه حقيقة الحياة، والحقيقة أن الحياة فانية زائلة لا ريب، وأن زوالها سريع كلمح البصر، وأنك ستقف قريباً بين يدي الله ويسألك (ما فعلت، في وقتك ومالك وجسدك وحالك؟)، (ماذا قدمت لهذا اليوم من طاعة وعبادة؟)، هل ستكون من هؤلاء الذين سيتباهون ويرفعون كتابهم بيمينهم ويقولون (هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ) (الحاقة:69)، أم أنك ستكون ممكن يخجلون من أنفسهم ويخفون كتابهم خلف ظهورهم (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ) (الإنشقاق:84)، فإستغل ما تبقى من عمرك في طاعة الله، لتلقى الكريم وهو راضٍ عنك.
وفقنا ووفقكم الله لما يحب ويرضى
ـــــــــــــــــــــــ
ــ (*) ـــ للتواصل والتعارف أكثر، كان هذا العرض السريع.
¥