تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ونراه يورد أضداد الألوان مرتبة في وسط كتابه، قال: ومنها أيضاً: الأخضر، يقال: أخضر للأخضر، وأخضر للأسود ... " (3).

ويورد ابن الأنباري أضداد الأعلام مرتبة في نهاية كتابه، قال: ومنها أيضاً اسحاق، يكون أعجمياً مجهول الإشتقاق ...... ويكون عربياً من أسحقه الله اسحاقاً .. " (4).

ومن منهجيته الترتيب لا بد من الإشارة إلى أنه يأتي بأضداد واردة عن العرب متتالية من وسط كتابه، قال: ومما يشبه حروف الأضداد العرب: طبخت اللحم، إذا طُبخ في القدر، وطبخته: إذا شُوي في التنور .... " (5).

ومن منهجيته في الترتيب ما يأتي:

- يأتي بالألفاظ المتقاربة المعنى كما في شرى وباع (1).

- يأتي بان المصدرية والفعل المضارع في ثلاثة مواضع متتالية (2).

- يأتي بالتراكيب اللفظية متتالية (3).

- يأتي بوصف للمؤنث ويتبعه بوصف للمذكر (4).

ب. منهجيته في الشروح:

إن المتتبع لمنهجية الكتاب يجد أن ابن الأنباري كان أكثر موضوعية في متن كتابه ممن سبقه، فقد ناقش كثيراً من الأضداد التي ذكرها راداً بعضها وشاكاً في البعض الآخر وناصاً على عدم ضدية القسم الثالث، ومضى في كتابه شارحاً للألفاظ بصورة واضحة وجلية، ووصف دقيق وبحث شامل لهذا الموضوع.

قال آل ياسين: " (5) لم يكتف ابن الأنباري بجمع المادة اللغوية فحسب، بل راح يمتحنها، محللاً إياها مناقشاً لها، ولذا وصل إلى نتائج دقيقة أعطت كتابه أهمية كبيرة وسأوجز منهجيته في النقاط الآتية:

- يتبنى في شرحه التأويل والتقدير من أجل الوصول إلى نتائج دقيقة في ضدية عدد من الألفاظ، قال: "أحلف أن تذهب معنا قال الفراء: من أجاز مع هذه الأفاعيل الوجهين جميعا، لم يجز مع الظن والعلم وما أشبههما إلا وجهاً واحداً فمن قال: ظننت أن تذهب معنا لم يحمله على معنى الجهد، لأنه لا دليل عليه ها هنا وصلح تقدير الجهد مع الأفاعيل الأول، لأنها جواب وفيها معنى تحريج، والتحريج يدل على معنى الجحد المنوي، فمتى قال القائل: نشدتك الله أن تقوم، وأقسمت عليك أن تقوم، فتأويلها: أحرِّج عليك أن لا تفعل، فهذه العلة من تأويل الجواب" (6).

- استعماله مبدأ التعليل لعدد من الألفاظ التي أوردها، فأعان الدارسين والباحثين في الأضداد التي التبست عليهم، ونجد ذلك على سبيل المثال لا الحصر أنه علل مجيء أسماء المدن على ما تعارفه الناس، فمكة سُميت مكة لجذب الناس إليها، والبصرة سُميت بصرة للحجارة البيض الرخو بها، والكوفة لازدحام الناس بها من قولهم قد تكوّف الرمل تكوفاً، إذا ركب بعضه بعضاً ... الخ" (1).

- ناقش آراء العلماء، فأيد بعضها وأنكر بعضها الآخر، مما ينم على علمه الواسع وثقافته وسعة إطلاعه ويتجلى ذلك فيما يلي:

• إنكاره آراء عدد من اللغويين كقطرب وابن قتيبة، قال: وقال قطرب من الأضداد قولهم: خذمت النعل، إذا انقطعت عُروتها وشسعها، وأخذمتها: إذا أصلحت عُروتها وشمعها، وهذا ليس عندي من الأضداد لأن خذمت لا يقع إلا على معنى واحد ... " (3).

• أورد إنكار اللغويين للأضداد، قال: قال قطرب من الأضداد حمأت الركبة حمئاً، إذا أخرجت منها الحمأة، وأحمأتها إحماءً، إذا جعلت فيها الحمأة، قال أبو بكر: وليس هذا عندي من الأضداد لأن لفظ: حمأت يخالف لفظ أحمأت، فكل واحدة من اللفظتين لا تقع إلى على معنى واحد، وما كان على هذا السبيل لا يدخل في الأضداد" (4).

• إنكاره لضدية ما نقله السابقون من ألفاظ: ومن ذلك قوله: "وأما معنى العلم فقوله عز وجل (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً)، معناه: فمن كان يعلم لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً، وقولهم عندي غير صحيح، لأن الرجاء لا يخرج أبداً من معنى الشك" (5).

• جوّز ضدية عدد من الألفاظ بتصريحه بذلك، قال ابن الأنباري: "يقال عاقل، إذا كان حسن التميز، صحيح العقل والتدبير، ويقال: وَعِل عاقل وهو مما لا يعقل، يراد به قد عقل نفسه في الجبل، فما يبرح منه، ولا يطلب به بدلاً، قال الشاعر:

لقد خفت حتى ما تزيد مخافتي على وَعِل في ذي المطارة عاقل (6)

أي حابس نفسه في هذا الموضوع، ويجوز أن يكونا متضادين، وأن يقال أصل العقل في اللغة الحبس" (7).

- ومن منهجيته توثيق الآراء التي أتى بها، ومن ذلك:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير