تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[هشام محب العربية]ــــــــ[23 - 12 - 2009, 02:21 ص]ـ

موضوع جيد كعادتك يا مهاجر، بارك الله فيك.

ـ[مهاجر]ــــــــ[23 - 12 - 2009, 09:47 ص]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

جزاكما الله خيرا: الأستاذ مزمجر والمهندس هشام على المرور والتعليق.

بخصوص أسئلة الأستاذ المزمجر، هذه بعض الأفكار التي قد تفيد في الإجابة عليها:

مرد المسألة عند التحقيق، والله أعلم، إلى ترتيب الأولويات:

الوطن: بقعة أرض نشأ عليها الإنسان، يرتبط الأفراد فيها بمجموعة من الخصائص من أبرزها: الدين، ولعله أبرزها، وإن أنكر ذلك دعاة الدولة المدنية التي ترفض الدين في تحد صارخ للفطرة المركوزة في النفس البشرية التي جبلت على التأله، وعلى تعظيم البعد الديني بل على الغلو فيه، في كثير من الأحيان، كما يقع من كل من غلا في الأفاضل من أنبياء أو أئمة أو أولياء .... إلخ، ويجمع أفرادها أيضا: لغة واحدة في الغالب، وإن اختلفت اللهجات باختلاف الأقاليم، كما هو الحال عندنا في مصر، وإن وجدت بعض اللغات الأخرى فمحلية لا تنافس اللغة الأم كالنوبية عندنا في مصر، ويجمعهم مزاج عام واحد لاتحاد البيئة، وتقاليد اجتماعية واحدة ......... إلخ من الخصائص المشتركة.

ولا أحد ينكر الميل الفطري إلى الوطن، بل إلى الجماعة الأخص كالقبيلة أو المحافظة، والرسالة السماوية، لم تغفل هذا البعد، بل أعطته حظه من التقدير فكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يولي على كل قوم واحدا منهم لتهدأ نفوسهم بكون المتولي عليهم منهم لا من غيرهم، وإن كان مسلما مثلهم، ولكن القريب إن تحققت فيه شروط الولاية فهو أولى بها، حسما لمادة العصبية، وكانت مجالس الشورى في عصر الخلاقة الراشدة تنظر بعين الاعتبار إلى التوازن الاستراتيجي إن صح التعبير بين الوزراء من الأنصار فنجد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، في حادثة وقف الأراضي المفتوحة على أبناء المسلمين يستشير مجلسا مكونا من خمسة من الأوس وخمسة من الخزرج، مع أنهم كلهم مسلمون، بل وأنصار، فهم مشتركون في دائرتين، ولكنه حرصا منه على عدم ظهور أي عصبية تعكر الصفو يراعي الدائرة الثالثة الأخص: دائرة البطن أو الفرع داخل القبيلة الواحدة.

فلا يمكن أن يطالب المصري بألا يحب مصر لأن حبها يتعارض مع كونه مسلما، فإما أن يكون مسلما وإما أن يكون مصريا فذلك تحجير لواسع، فيسعه أن يكون مسلما مصريا، أو بحرينيا أو عراقيا أو ........ إلخ.

ولكن الإشكالية في ترتيب الأولويات، فيقدم ما حقه التأخير ويؤخر ما حقه التقديم بل ربما يلغى، فالإسلام مع اعتباره للبعد الوطني لا يقابل بنفس الاعتبار من دعاة القومية، فغالبا ما يستبعد الدين من حساباتهم، وإن أدرج فعامل كأي عامل، لا يحظى بخصوصية كخصوصبة الوطن أو العرق ....... إلخ، مع أنه قد ثبت بمطالعة تاريخ الأمم أنه أقوى رباط جامع للقلوب لا سيما في الشدائد كالحروب، ولو عدوانا كالحروب الصليبية، بل كالحرب الأمريكية الأخيرة، فجورج بوش لم يجد إلا أن يعلنها صليبية، وإن اعتذر بعدها، فقد أجرى الله، عز وجل، على لسانه الحق وانتهى الأمر، وكان بإمكانه أن يعتبر العدوان على أمريكا فيعلنها أمريكية، ولكنه أعلنها صليبية ثم حشد جنوده لغزو العراق مستغلا عدم الانتماء لكثير من طوائف الشعب العراقي متعدد المشارب والأذواق مع اجتماعه بالأبدان في بقعة واحدة في ضربة جديدة وقوية لمفهوم الوطن الجامع الذي لم يشفع له ضمه لأبنائه تحت علم واحد، فحشدهم ثم ظهر من سلوكهم: نشاط تنصيري وإهانة للمصاحف ورسم للصلبان عليها بل تمت الاستعانة بالقساوسة لرفع الروح المعنوية المنهارة للجندي الأمريكي مع أن الحرب حرب مصالح كما يزعمون لا حرب دينية يلجأ فيها جيش دولة علمانية كأمريكا إلى الدين لرفع الروح المعنوية للجنود، ولكنه الكيل بمكيالين، وقل مثل ذلك في بلاد الأفغان وفضائح التنصير وتوزيع الأناجيل والمنشورات التنصيرية قد ظهر أخيرا وقام به أيضا الجنود الأمريكيون مع أنهم ليسوا على درجة كبيرة من التدين في مسالكهم الشخصية لا سيما في أمور العفة أبرز ما يميز الشخصية المتدينة أيا كان الدين الذي تنتمي إليه فالعفة مما أجمعت الأمم على حسنه، ولكن في الشدائد يبرز دوما العالم الديني الذي يتجاهله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير