فالتفت إلي بعين مبحلقة وقال لي: الكلم أنثى والجواب ذكر وأنت:
كأنك بعرة في إست كبشٍ مدلاةٌ، وذاك الكبش يمشي
فقلت له: هل تعرف شيئاً من الشعر أو ترويه؟
فقال: كيف لا أقول الشعر، وأنا أمه وأبوه؟
فقلت له: إن عندي قافية تحتاج إلى غطاء؟
فقال: هات من عندك.
فغطست في بحور الأشعار، فما وجدت قافية أصعب من الواو المجزومة فقلت:
قومٌ بنجدٍ قد عهدناهم
سقاهم الله من النوّ نوّ
قلت: أتدري النو ماذا؟ فقال:
نو تلألا في دجى ليلةٍ
حالكةٍ مظلمةٍ لو
فقلت له: لو ماذا؟ فقال:
لو سار فيها فارس لانثنى
على بساط الأرض منطو
فقلت له: منطو ماذا؟ فقال:
منطوي الكشح هضيم الحشا
كالباز ينقضُّ من الجو
فقلت له: الجوُّ ماذا؟ فقال:
فاعلوا لما قد عيل من صبره
فصار نجوى القوم ينعوْ
فقلت: ينعو ماذا؟ فقال:
ينعو رجالاً للقنا شرعت
كفيتُ ما لاقوا وما يلقُوا
قال: فعلمت أنه لا شيء بعد الفناء، ولكن أردت أن أثقل عليه فقلت له: ويلقوا ماذا؟
فقال:
إن كنت ما تفهم ما قلته
فأنت عندي رجل بوّ
فقلت له: البو ماذا؟ فقال:
البوُّ سلخٌ قد حشي جلده
يا ألف قرنانٍ، تقوم أو
فقلت له: أو ماذا؟ فقال:
أو أضرب الرأس بصوَّانةٍ
تقول في ضربتها قوّ
فخفت أن أقول له: قو ماذا؟ فيضربني ويكمل البيت. فقلت له: أنت ضيفي الليلة.
فقال: لا يأبى الكرام إلا لئيم.
فقلت لزوجتي: اصنعي لنا دجاجة، ففعلت فأتيته بها وجئته أنا وزوجتي وابناي وابنتاي
وقلت له: فرق يا بدوي.
فقال: تريد شفعاً أو وتراً.
فقلت: إن الله وترٌ يحب الوتر.
فقال: كأنك تريد بالفرد.
فقلت: نعم.
فقال: أنت وزوجتك ودجاجةٌ، وابناك ودجاجةٌ، وابنتاك ودجاجةٌ وأنا دجاجتان.
فقلت: لا أرضى بهذه القسمة.
فقال: كأنك تريد شفعاً.
فقلت: نعم.
فقال: أنت وولداك ودجاجة، وزوجتك وبنتاها ودجاجة، وأنا وثلاث دجاجات، والله لا
أحول عن هذه القسمة.
قال الأصمعي: فغلبني مرتين مرة في الشعر ومرة في الدجاج ثم انصرف، انتهى.
والأخ السماوي، على ذكرك للامية الأصمعي، فهي أيضاً لم تثبت للأصمعي والوضع فيها أوضح وأجلى، ناهيك عن عدم ذكر المصادر القديمة لهذه القصيدة الموضوعة، فأول من ذكره النواجي المتوفى في القرن الثامن في حلبة الكميت ومن ثم ذكره الإتليدي في إعلام الناس.
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[31 - 12 - 2006, 01:09 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي تأبط خيراً .. (أقصد شخصك الكريم)
والوضع كما ذكرت واضحٌ جليٌّ من ركاكة الأبيات,
.. والأعراب شعرها أرفع شأناً من هذا,
لكني أظنه سيقت من باب الدعابة والترويح عن النفس ..
ولا عدمناك مرشداً ومنوّهاً ..
ـ[الوزير]ــــــــ[04 - 01 - 2007, 11:13 ص]ـ
الاصمعي يا سلام جزاك الله خيراً يا غالي
ـ[ضاد]ــــــــ[11 - 01 - 2007, 11:00 م]ـ
جاء في شرح المعلقات االعشر لأحمد الشنقيطي مساجلة بين امرئ القيس وعبيد بن الأبرص الأسدي:
فقال عبيد: كيف معرفتك بالأوابد؟ فقال: ألق ما شئت, فقال عبيد:
ما حية ميتة أحيت بميتتها = درداء ما أنبتت سنا وأدراسا
(وروي ما حية ميتة قامت) فقال امرؤ القيس:
تلك الشعيرة تسقى في سنابلها = فأخرجت بعد طول المكث أكداسا
في عدة أبيات إلى أن قال عبيد:
ما القاطعات لأرض الجو في طلق = قبل الصباح وما يسوين قرطاسا
قال امرؤ القيس:
تلك الأمانيّ تتركن الفتى ملكا = دون السماء ولم ترفع به راسا
فقال عبيد:
ما الحاكمون بلا سمع ولا بصر = ولا لسان فصيح يعجب الناسا
فقال امرؤ القيس:
تلك الموازين والرحمن أنزلها = رب البرية بين الناس مقياسا
وهذه الحكاية رواها علي بن ظافر في كتاب "بدائع البدائة" وفي النفس منها شيء لأن امرؤ القيس يبعد تصديقه بالموازين ...
انتهى
الشاهد أنه قال \في عدة أبيات\ فمن يتفضل ويأتينا بهذه الأبيات؟
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[13 - 01 - 2007, 09:26 ص]ـ
لقد قرأت هذا الموضوع في كتاب جواهر الادب أستاذي ضاد للسيد احمد الهاشمي
وإذا أردت أن أتي به فلا مانع
فكيف أنسى المعروف
ـ[ضاد]ــــــــ[14 - 01 - 2007, 03:17 م]ـ
ذلك ما أردتُ أخي الحارث السماوي, فإذا كانت الأبيات واردة مكتملة فآتينا بها وبارك المولى فيك.
ننتظرك.
ـ[ضاد]ــــــــ[15 - 01 - 2007, 07:03 م]ـ
وجدت هذه المعارضة في كتاب شعر,
وهي لإبراهيم طوقان,
فأعجبتني وأحببت أن أضعها لكم لعلها تعجبكم,
¥