تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قبل الإيلاج في الموضوع ينبغي معرفة بعض القواعد في تأصيل وتأثيل اللغة ومصادرها. القاعدة الأولى علينا أن لا نقارن معنى المصدر في يومنا هذا مع معناه البدائي فكل مصدر له تفسير في الزمن ألذي حكمه حيث دخلت عليه تأويلات عدة وأنتقل من معنى صحيح إلى مجاز وربما رجع مغايرا إلى صحيح أو أخذ معنى آخر. والقاعدة الثانية أنه طرأت على الحروف طوال هذه الفترة تغيرات كثيرة في أصواتها فالشين تصبح سين والعكس والتاء تصبح طاء والباء الى فاء الخ، وهذا ما يحدث في حاضرنا للدارجة العربية واللهجات القديمة كالمهرية والمعينية والسبئية .. الخ المستخدمة في الوطن العربي إذ بعض حروفها تَغير صوتا بالنسبة للفصحى. سنستعمل جذور يفرضها أي بحث في تأصيل اللغات كما في الكلمة رابية مصدرها راب وجذر المصدر المفترض (رب) خالي من الحركات.

ولأجل تسهيل الأمر ولإعتبارات منهجية تخص البحث ينبغي تصنيف الحروف العربية في مجموعات، الأولى صوتية أو صائتة (حسية) فيها الحديث نسبياً والقديم والقديم جدا (ت، ث، ج،ح، خ، د، ذ، ز، س، ش، ص، ض، ظ، ط، ق، ك، هـ) والأخرى حروف لفظية وأصلها بدائي حيث الرضيع يستطيع لفظها غريزيا، وتدخل أيضا مع هذه الحروف في التصنيف صوتا الكاف والدال فقط لأنهما بدائيان، والمجموعة هي (ب، ر، ف، ل، م، ن) ألتي تألف عنها أجنة الجذر العربي. حروف العلة الألف والواو والياء ثم الهمزة لهم باب خاص. في المجموعة الصوتية تُستبدل الأصوات فيما بينها جميعا دونما أن يتغير جذريا معنى المصدر فكلما كانت هذه الأصوات قريبة لبعضها في النطق كلما كان الإبدال سهلا فمثلا الحروف السنية س، ش، ت، ث، ذ، د، ز، ض، ص، ط، ظ في عميق وغميق، جرح وشرح، آصر وآزر، ضاع وصاع الخ. وأيضا يتم الإبدال ك و ق مع الأخريات ولكن أقل بدرجة، والقاف والعين والحاء والهاء قابلة الإبدال بالهمزة أحيانا لأنها من الأصوات العُنقية. ولا يتم الإبدال بين المجموعتين الصوتية واللفظية إلا ما ندر. سنعامل المجموعة الصوتية كحرف واحد يتألف منه الجذر البدائي، يتغير صوته في زمكانه. أن الحروف اللفظية لعبت دورا مركزيا في تكوين وتأليف الجذور البدائية وهي اليوم أساس حروف الجر في اللغة العربية عدا الراء ألذي كان يُستعمل في المصرية ومعناه (إلى). هذه الحروف قابلة للإبدال في داخل مجموعتها في مكة وبكة، سفر وسبر مثلا.

أما حروف العلة آ، و، ي والهمزة فهي الأصوات الأقدم وحتى بعض الحيوانات تستطيع أن تَصُوتها ما عدا الهمزة إن جاز القول ولكن الإنسان أستخدمها منذ القدم في التعبيرعن حالات غريزية في البعد والقرب والتعجب والسؤال والتهويل الخ. هي بمثابة الخلايا الأولى لتكوين أنسجة أجنة أصوات الحروف ألتي ننطقها اليوم ومعها أسست أول الجذور البدائية ذات الحرف الواحد المعروفة بحروف الجر. فنحن نستخدم حروف العلة لدلالة درجات البعد فمثلا صوت آ (البعيد والطارد) يدل على حالة إبتعاد في راح ومضى وضاع وساح وها الهاتفة ويا النادية وما إليه. وقد خُفف إلى صوت حركة الفتحة ليصبح فوق ضمير التملك لكَ أي أنتَ البعيد و ياء (التقريب) في لي مثلا. وكذلك تُسخدم حروف العلة بالإضافة إلى الحركات للتمييز بين الذكر والانثى فالفتحة في انتَ والكسرة البديلة عن الياء في انتِ وفي لكَ ولكِ وهذا وهذه. والواو للذكر في هو، لهُ، و واو (التضخيم = الجمع) أيضا يُستخدم لجمع المذكر. والألف تُستخدم كصوت للسؤال مثلا بعد المناداة الجواب يكون في هـ/ا بمعنى (ماذا) أو عندما لا يُفهم حديث الآخر فتلفظ بمعنى (كيف) وهي اليوم أداة سؤال مخففة بالهمزة في (أ). تأتي للنفي بعد اللام في (لا) والياء تعاكسها في الإتجاه الآخر أي أن آ المفتوحة للبعد والطرد و ي الحادة للتقريب والقبول، كما في أداة المناداة أي والله التي أُختزلت في الدارجة المصرية أيوه وأي نعم.

ـ[نائل عبد العزيز]ــــــــ[28 - 10 - 2010, 05:03 م]ـ

الحروف نطقها ومخارجها وإستخداماتها البدائية

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير